يقدم برنامج مودة منذ أن أنشأته وزارة التضامن الاجتماعي، موضوعات هامة للمجتمع المصري، من بينها تعديل السلوكيات الخاطئة بالنسبة للمقبلين على الزواج، وليس فقط المقلين، ولكن يستهدف البرنامج كذلك المتزوجين بغرض التقليل من حالات الطلاق، التي بدأت في الزيادة في الآونة الأخيرة.
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن البرنامج يأهلهم من خلال دورات مستمرة، تدعم الأفكار الإيجابية وتمنع استمرار الآراء والسلوكيات الخاطئة، لبناء أسرة قوية متماسكة، فيما أشار المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إلى أن العلاقة الأسرية مبنية على الحب والمودة والرحمة.
برنامج مودة لا يقف عند مرحلة الزواج فقط
قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وأحد مقدمي المحتوى التدريبي في برنامج مودة، إنه يمكن أن يتم تجمع سواد في قلوب المخطوبين، ما يتسبب في إفشال الفرصة، لأنه يمنعهم من رؤية الجمال الموجود في بعضهم البعض.
وأفاد الورداني، في تصريحاته، أن ذلك السواد يسميه البعض بالخبرة، مشيرًا إلى أن ذلك ليس الوصف الدقيق له، لأنه يعد حجابا يمنع من رؤية الأشياء عن حقيقتها، مؤكدًا أنه للتخلص من ذلك يجب التوقف عن التفتيش في نوايا الآخرين، وكذا التدرب على حب الحياة.
وأوضح أمين الفتوى، أن برنامج مودة يقوم بتوعية الأسرة من خلال أن سفينة الأسرة يمكن أن تغرق بسبب سوء الظن، مفيدًا أن ذلك يعد تفكيرًا أسودًا يمكن أن يدمر البيت، لهذا العديد من السلوكيات التي يجب الأخذ بها لكي لا تكون العلاقة بين الزوج والزوجة على جمر من نار، وتنتهي بشكل مأسوي بالطلاق أو الخلع أو غيرهم من الأساليب.
وأكد الدكتور عمرو، أن برنامج مودة لا يدعم الزوجين فقط، ولكن كذلك الشباب والشابات المقبلون على الزواج، ويتم تأهيلهم من خلال دورات مستمرة، تدعم الأفكار الإيجابية وتمنع استمرار الآراء والسلوكيات الخاطئة، لبناء أسرة قوية متماسكة، كما أن المتابعة لا تتوقف ولكن تسمتر حتى الزواج وما بعد الزواج إلى أن يفرقهم الله من خلال وفاة أحد الزوجين، دون وقوع طلاق بينهم.
اندماج الطرفين قبل الزفاف من الشرع
قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إن العلاقة الأسرية مبنية على الحب والمودة والرحمة، مشيرًا إلى أن الزواج يحتاج إلى أن يتم عمل دراسة جدوى لتعريف الزوجين بما لهما وما عليهما، كما أوضح أن عمل ذلك لا يعني أن الزواج سلعة، ولكن ذلك يوفق بين الطرفين ويجعل الحياة أيسر بالنسبة لهما.
وأكد "عاشور" خلال تصريحاته، أن هناك دورات للشباب المقبلين على الزواج، مؤكدًا أن بعد الزواج سيكون هناك متابعة للزوج والزوجة إلى آخر يوم في الزواج، ولهذا فإن ذلك يخص الشعب المصري بأكلمه، لأن نسبة الطلاق بدأت في الزياة خاصة في قطاع الشباب، بسبب عدم حدوث اندماج بين الطرفين.
وأوضح المستشار العلمي، أن الاندماج بين الزوج والزوجة يجب أن يكون قبل الزواج، من خلال تعرفيهم الواجبات والحقوق، بدلًا من نقل التوفيق بعد الزواج.
وأشار إلى أن برنامج «مودة» الذي تنظمه وزارة التضامن الاجتماعي، يختص بالمقبلين على الزواج والعلاقات الأسرية بين الزوجين إلى آخر العمر، للمحاولة في تقليل مسألة الطلاق، أو الخلع أو ما شابه ذلك.
ولفت إلى أن الزواج بلا استقرار يعد زواج ضائع، ولكن مع الاستقرار يعد جزءا من الجنة، مشيرًا إلى أن الله قال: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"، حيث أن حسنة الدنيا هي الزوجة الصالحة، لأن بصلاحها يصلح البيت كله حتى وإن كان الزوج متعب".
وأردف أنه في حالة إن كانت الزوجة غير صالحة، لا يتمكن الزوج من أن يغطي النقصان الذي في الزوجة، مؤكدًا أن الزوجة جنة الدنيا لأنها تخاف على كل ما يملك الرجل، ماله وأهله وعرضه وغير ذلك.