قد يخطئ البعض في تفسير آية "كلوا واشربوا حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر"، اعتقادا منهم أنها تعني الاستمرار في الأكل والشرب حتى بعد أذان الفجر في الصيام، حيث شاع لدى البعض أن الأذان يؤذن قبل موعد وأنه يمكن الأكل والشرب حتى بعد الأذان بنصف ساعة، وهي كلها أمور ردت عليها دار الإفتاء.
وهو ما رد عليه الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، واصفا هذا الأمر أنه أمر خطير، مضيفا: "الأذان صحيح عندما يقال فيجب أن يمسك عن الطعام والشراب، أما ما يقال أن يظل الإنسان يأكل ويشرب حتى ظهور بيان النهار باعتباره بأنه الخيط الأبيض فهو أمر خاطئ.
وأكد أن أذان الفجر في مصر صحيح، فقد يظن البعض أنه متقدم لكنه صحيح ويؤذن في وقته تماما.
الخيط الأبيض والخيط الأسود
وأكدت دار الإفتاء أن الخيطان في الآية هما: بياض النهار وسواد الليل، فأول وقت الصوم الذي يجب فيه الامتناع عن تناول أي شيء يبدأ من أول طلوع الفجر الثاني، وهذا الوقت هو أول وقت الصبح، فلو تناول الإنسان أي شيء بعد هذا الوقت فسد صومه، سواء كان التناول قبل الأذان لصلاة الصبح أم بعده ما دام أن الوقت المحدد لأول وقت الفجر الصادق وصلاة الصبح قد بدأت.
واستشهدت الدار بحديث البخاري عن السيدة عائشة رضي الله عنها: أن بلالًا كان يؤذن بليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ؛ فَإِنَّهُ لَا يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ».
وشددت على أنه بناءً على هذا، فأنه متى بدأ وقت الصوم وجب الإمساك عن المفطرات، ومن تناول مفطرًا بعد ذلك فسد صومه، كما علم أن ما ذكره الشخص المشار إليه بالسؤال غير صحيح ولا يعتد بكلامه.
وكانت دار الإفتاء أوضحت في فتوى سابقة، أنه في حالة شرب الصائم أثناء قول المؤذن في أذان الفجر «أشهد أن لا إله إلا الله» إلى نهاية الأذان، فالحكم هنا هو الإمساك بقية اليوم، وعلى الصائم قضاء هذا اليوم بعد رمضان؛ لأن الأكل أو الشرب بعد بدء الأذان يُفسد الصوم.