تشهد وحدات الكوماندوز البحري الأمريكية حاليًا تغييرات مهمة على طبيعة تكوينها ونطاق مهامها وهياكلها القتالية بما سيعطيها في المرحلة القادمة دورًا متعاظمًا في حماية الأمن القومى الأمريكي من التهديدات العالمية الأشد ضراوة، وذلك بعد مرور عشرة أعوام على قيام قوات الكوماندوز البحري الأمريكية بالإغارة على مكان اختباء زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وتصفيته.
وذكرت وكالة "اسوشيتد برس" الأمريكية للأنباء، في تقرير اليوم الأربعاء، أن قوات الكوماندوز البحري الأمريكية ستتغير فلسفة عمله من قوة مكافحة إرهاب، إلى قوة قتال حقيقية على مسارح العمليات الدولية وربما في مواجهة كل من الصين وروسيا وانه يتم تنفيذ خطة تطوير انطلاقا من تلك الفلسفة القتالية الجديدة.
وبموجب تلك الخطة، سيتم تقليل حجم قوات الكوماندوز البحري الأمريكية بنسبة 30% عدديا وفي المقابل، زيادة قدرتها على إنتاج النيران وكفاءتها على مواجهة الوحدات البحرية المعادية سواء كانت طافية أو في غاطسة في عمق المياه.
وتعكف قيادة البنتاجون على وضع معايير اختيار اكثر صرامة لانتقاء قوات الكوماندوز البحري الأمريكية باعتبارها "قوات نخبة" و كذلك العمل على رفع مستوى قادة الوحدات والتشكيلات العاملة تحت مظلة قوات الكوماندوز البحري الأمريكية على اختلاف درجاتهم، و تشديد إجراءات الانضباط لأفراد الكوماندوز بصورة ربما ستكون اكثر تشددا من تلك المطبقة في سائر وحدات الجيش الأمريكي.
وقال الأدميرال جيف ادمز قائد وحدات الكوماندوز البحري الأمريكية، فى مقابلة خاصة مع وكالة الاسوشسيتد برس الأمريكية للأنباء، إن وحدات الكوماندوز البحري الأمريكية خاضت معارك شرسة في العراق وجبال أفغانستان الشاهقة لمكافحة الإرهاب على مدى الأعوام الماضية واكتسبت بذلك خبراء قتالية عالية تسمح بتطوير مهمة تلك الوحدات من مكافحة الإرهاب إلى أعمال القتال الأشد ضراوة في مياه العالم وبحاره وهى مهمتهم الرئيسية "كأسود للبحار" كما يشير مسماها.
وأشارت "اسوشيتد برس" إلى أن هذا التحول في فلسلفة عمل وحدات الكوماندوز البحري الأمريكية تأتى على خلفية الشعور المتصاعد بالقلق لدى قادة البنتاجون من تنامى التهديدات العسكرية من الصين و روسيا، في الآونة الأخيرة وكلاهما يسعى إلى تمديد نفوذه على خارطة العالم.
وبحسب الاسوشيتد برس، صرح خبراء الدفاع في الولايات المتحدة "أن عقدين من الحرب على الإرهاب و مقاتلة المتطرفين قد أنهكت موارد الولايات المتحدة المالية وشغلتها عن الانتباه إلى الخطر القادم من روسيا و الصين وجعل الولايات المتحدة تفقد الكثير من نقاط نفوذها في مقابل تمدد اكبر لنقاط نفوذ بكين وموسكو".
ويقول الأدميرال جيف ادمز قائد وحدات الكوماندوز البحري الأمريكية كذلك إن عمليات الكوماندوز البحري الأمريكية لمكافحة الإرهاب" قد أكسبتها قدرات خاصة على تطوير الشبكات الاستخبارية وصقلت قدراتها على جمع المعلومات وهو ما سيعزز أداء الوحدات مستقبلا لمواجهة ما هو أكبر وأخطر، وأوضح أن مجالات الاشتباك الرقمي و الجمع الإلكتروني للمعلومات وتحليل إشارات الاتصال المعادية ستكون ضمن مهام وحدات الكوماندوز البحري الأمريكية .
من جانبه، قال الادميرال مايك جيلدى رئيس عمليات القوات البحرية الأمريكية إن دمج وحدات الكوماندوز البحري ضمن تشكيلات العمل القتالي للأسطول الأمريكي سيكون قوة إضافية للبحرية الأمريكية على مواجهة العدائيات سواء الطافية أو الغاطسة.