الإثنين 20 مايو 2024

جيهان جادو تكتب: الانفصال والطلاق وقت كورونا

الدكتورة جيهان جادو

سيدتي29-4-2021 | 15:15

دار الهلال

لو دققنا النظر في الأزمات التي خلفتها أزمة فيروس كورونا، على الصعيد الاجتماعي نرى أنها لم تقطف أرواحا ولم تكبد العالم خسائر اجتماعية، بل أنها للأسف حققت انهيارات اجتماعية وأسرية لا مثيل لها في العديد من الدول بل وفي العالم أجمع .

 

فعلي سبيل المثال، فرنسا هنا تعد أكبر نسبة طلاق فيها تمت من جراء الحجر الصحي، الأمر الذي جعلها تفتح أبواب المدارس ليلا حتى تكون مركزا للإيواء للسيدات التي تم ضربهن وممارسة العنف عليهن من خلال الأزواج .

والحقيقة أن الأزواج وجدوا أنفسهم ولأول مرة أمام واقع مرير أعباء اقتصادية، بطالة، مسؤلية اطفال، زوجة أو زوج كل منهم تعود ان يكون كل منهم أسلوب حياته اليومية باختلافات ملحوظة.

فأصبح الانفجار الحقيقي من خلال المشاجرات منها على مصروف المنزل ومنها علي تربية الأولاد، فوجد كلاهما أن الهروب الأمثل هو الانفصال.

وأصبح في دول العالم نسب طلاق عالية تخلف من ورائها مشكلات نفسية عميقة لكل أفراد الأسرة، لكن ترى من سيتحمل كل هذه الأعباء المترتبة على ارتفاع حدة الطلاق من جراء الحجر الصحي.

بكل تأكيد، تتكلف الدول بعض من هذه التكاليف سواء بتقديم المعونات أو القضايا التي ستتراكم في المحاكم وأيضا إيجاد فرص للعمل، والجانب الأخر ستتحمل المرأة العبء الأكبر لمواجهتها للمجتمع بعد الانفصال وإعالة الأبناء وإيجاد عمل يكفي احتياجاتها.


الحقيقه أرى أن كثير من المشكلات قد حدثت بالفعل لكن الدور الإيجابي لكل مجتمع هو إنقاذ ما يمكن إنقاذه على سبيل المثال لا بد من برامج توعية كبرى للأزواج والأبناء من خطورة تلك المرحلة الهامة والتي ترتب معها خسائر متعددة، وأيضا إيجاد حلول منطقية للأمهات التي وجدت نفسها فجأة تعول أسرة بأكملها.

وتعتبر المخاطر متعددة وتهدد الحياة الاجتماعية في العالم، لكن علينا أن نقوم بالدور الإيجابي نحو مجتمعنا بتقديم يد العون قدر المستطاع لمنع تفشي هذه الأزمة وتفاقمها.