شهدت العقود الماضية، شكاوي دائمة من المزارعين المصريين، وذلك بسبب قلة المياه وعدم وصولها في نهايات الترع، الأمر الذي كان يسبب بوار جزء كبير من رقعة مصر الزراعية، مما يؤثر بالسلب علي كمية المحاصيل المنتجة التي يستفيد منها المواطنين.

فأقبلت القيادة السياسية متمثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإصدار توجيهات للحكومة المصرية للعمل علي ملف تأهيل وتبطين الترع المتعبة، والتي يوجد بها مشاكل كثيرة تعوق عملية التنمية، وضمان وصول المياه للأراضي الزراعية، الواقعة في نهايات الترع، وحددت المشروع من ضمن المشروعات القومية الهامة، التي سوف تخدم المزارع والمواطن وأيضا الدولة. فيما وجه الرئيس السيسي، بالانتهاء من المرحلة الأولي لتبطين وتأهيل الترع المتعبة خلال عامين فقط بدلاً من 10أعوام، لتوفير 5 مليارات متر مكعب مياه، والتي كانت تفقد قبل عملية التطوير، ويجري العمل علي قدم وساق، من أجل استكمال هذا المشروع الضخم، علي مستوي محافظات مصر.

أما عن التكلفة الإجمالية للمرحلة الأولي من مشروع تأهيل وتبطين الترع المتعبة فتبلغ 18 مليار جنيه، وتستهدف تأهيل 7 آلاف كيلومتر من الترع علي مستوي محافظات الجمهورية، وتساهم في التحويل من نظم الري السطحي إلي نظم الري الحديث لضمان توافر المياه في الترع، وتجري عمليات تطوير الترع الأن في 4250 كيلومترا، علي مستوي محافظات مصر.

ويتميز المشروع القومي لتأهيل وتبطين الترع المتعبة، بتوفير قدر كبير من المياه المستخدمة في عملية الزراعة، وحل جزء من مشاكل نقص المياه، بالإضافة إلى تحول مصر إلى نُظم الري الحديث، مما يوفر عائدا إقتصاديا كبيرا، ويساهم في توفير فرص عمل للشباب.  

ويعمل المشروع أيضا على تقليل شكاوي المزارعين من خلال توصيل المياه الى نهايات الترع بالكمية والنوعية والتوقيت المناسب بالإضافة لكونه من المشروعات كثيفة العمالة التي توفر فرص عمل وتساهم في القضاء على البطالة، وتعويض مصر من حصتها المائية المفقودة.