الأحد 23 يونيو 2024

أسرار وحكايات داخل قصر الاتحادية في مصر

قصر الاتحادية

الاتحادية30-4-2021 | 15:42

محمد فتحي

يقع قصر الاتحادية في هليوبوليس، بمنطقة مصر الجديدة في القاهرة، وهو القصر الذي يستقبل فيه رئيس الجمهورية الوفود الرسمية الزائرة لمصر، نظرا لأنه في أحد أهم المناطقى الراقية في مصر، كما أن تصميمه يتمتع بالنقوش الإسلامية الفريدة من نوعها، تجمع بين العمارة الشرقية والإسلامية.

الخديوي عباس حلمي

يرجع تاريخ المنطقة إلى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، عام ١٨٩٢ – ١٩١٤، حيث أنشأ البارون «إمبان»، وهو بلجيكي الجنسية من أغنى أثرياء العالم، ضاحية جديدة سُميت «هليوبوليس»، أي مدينة الشمس التي عُرِفَت بعد ذلك بحي مصر الجديدة، وكانت تتمتع هليوبوليس بـ5 مدارس ونادي رياضي وحلبة لسباق الخيل وملهى عام، وأُنشئ عليها فندقا كان من المُخطط أن يُطلق عليه في البداية فندق «الواحة»، لكن عند الافتتاح أُطلق عليه اسم «هليوبوليس بالاس».

بناء القصر

واستغرق بناؤه عامين ١٩٠٨ – ١٩١٠، ووضع تصميمه المهندس المعماري البلجيكي الشاب «إرنست جسبار»، وهو نفس المهندس الذي صمم حي مصر الجديدة، وساعده في تصميم أهم القاعات وأكبرها المهندس المعماري الفرنسي «ألكسندر مارسيل»، واتخذ الطابع والطراز الإسلامي وقام بإعداد الديكور المهندس «جورج لوي كلود».

تصميمه المعماري

صمم القصر المعماري البلجيكي «أرنست جاسبار»، حيث يحتوي القصر على 400 حجرة، بالإضافة لـ55 شقة خاصة وقاعات بالغة الضخامة، وتم بناء القصر من قبل شركتين للإنشاءات كانتا الأكبر في مصر في ذلك الوقت، هما: «شركة ليو رولين، وبادوفا دينتامارو وفيرو»، فيما قامت شركة «ميسس سيمنز آند شوبيرت» في برلين بمد الوصلات الكهربائية والتجهيزات.

حجرات المبنى

تم تأثيث حجرات المبنى بأثاث فاخر وتحديدا من طرازي لويس الرابع عشر، ولويس الخامس عشر، أما القاعة المركزية الكبرى فقد كانت مكلفة فقد وضعت بها ثريات ضخمة من الكريستال كانت الأضخم في عصرها وكانت تحاكي الطراز الشرقي.

قبة القصر

قبة قصر فندق هليوبوليس، يبلغ ارتفاعها 55 مترا من الأرض حتى السقف، ومساحة القاعة الرئيسية 589 مترًا مربعًا، وصممها ألكسندر مارسيل، وقام بشؤون الديكور بها جورج لوي كلود، وتم فرشها بسجاد شرقي فاخر ووضعت بها مرايا من الأرض إلى السقف أيضا مدفأة ضخمة من الرخام كما وضع 22 عمودا إيطاليا ضخما من الرخام.

كان في الجهة الأخرى من القاعة الكبرى توجد قاعة طعام فاخرة تكفي 150 مقعدا وقاعة أخرى ضمت 3 طاولات بلياردو منها اثنتين كبيرتي الحجم من طراز ثرستون.

مقر لعدة إدارات 

في الستينيات استعمل القصر الذي صار مهجورا بعد فترة من التأميم كمقر لعدة إدارات ووزارات حكومية، ففي يناير العام 1972 في فترة رئاسة السادات لمصر صار القصر مقرا لما عرف باتحاد الجمهوريات العربية الذي ضم كلا من مصر،سوريا وليبيا ومنذ ذاك الوقت عرف باسمه الحالي غير الرسمي «قصر الاتحادية أو قصر العروبة».

في الـ80 وضعت خطة صيانة شاملة للقصر حافظت على رموزه القديمة، وأعلن بعدها المجمع الرئاسي في مصر للحكومة المصرية الجديدة برئاسة الرئيس مبارك، التي لم يكن يقيم في القصر سوى في أوقات العمل الرسمية حيث كان يسكن في منزله الخاص بضاحية هليوبوليس مصر الجديدة في نفس الحي.