الأربعاء 29 مايو 2024

دور الدراما فى تشكيل الوعى.. «نقاد»: قوة ثقافية مؤثرة فى المجتمع ورسالة تنموية وتربوية

تنسيقية شباب الأحزاب

تحقيقات1-5-2021 | 22:31

سالي طه

أكد نقاد فنيون أن الدراما التليفزيونية تعد قوة ثقافية مؤثرة فى المجتمع، ويرجع السبب إلي انتشارها الواسع وقدرتها على تسلية أوقات المشاهدين، لافتين أن الرسالة الدرامية لها قدرة كبيرة على تخطى الحواجز والوصول إلي الجماهير والتأثير فيهم بشكل غير مباشر، مشيرين إلي أنه يقع على عاتق الممثلين والمخرجين أهمية كبيرة لإخراج العمل الدرامي في أحسن صورة، حيث يجب عليهم أن يقوموا بدور إيجابي يتمثل في حسن اختيار الأدوار، واعتبار عملهم رسالة تنموية وتربوية، وليس مجرد  مصدر للربح، وعلى المنتجين دور في نجاح هذا القطاع الفني من حيث دعم الأعمال الفنية الراقية والأصيلة، مشددين على ضرورة دعم الخريجين في مجال الإخراج والتصوير وإتاحة الفرصة لهم ودعم أصحاب الخبرة منهم.

وفي هذا الصدد، تنظم تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ثاني فعالياتها الرمضانية، مساء السبت، تحت تعنوان: "الدراما ودرها في تشكيل الوعي"، ويتحدث خلال الفعالية الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والناقد الفني أحمد سعد الدين، والنائب نادر مصطفى وكيل لجنة الإعلام والثقافة والآثار بمجلس النواب، والدكتور رامي عبدالباقي، عضو تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين.

الترويج السلعي والسياحي

من جانبها، قالت خيرية البشلاوي، الناقدة الفنية،  إن الدراما تؤثر على الناس وخاصة في شهر رمضان في القيم والأذواق بل والكلمات، فكثير من أعمالها تتحول إلى أحاديث بين الناس، وأفكار تتحرك في المجتمع يتداولها أشخاص، بل يتسمى بعض الأطفال بأسماء أبطال المسلسلات، كما تنعكس ما تطرحه في أذواق الناس، ويُستخدم بعض الأبطال في الدراما الناجحة في عمليات الترويج السلعي والسياحي.

وأكدت البشلاوي في تصريح خاص لبوابة" دار الهلال"، أن الانتاج الدرامي يأخذ من الحياة نماذج وصور محددة، ثم يعالجها، ويعيد طرحها بصورة تتسم بالتكرار القادر على إبراز التناقضات الاجتماعية، وفي كثير من الأحيان تبث الدراما قيما جديدة، أو تعيد تقديم القيم بصورة جديدة بعد إخضاعها لعملية فك وتركيب وحذف لمكونات وإضافة أخرى.

وأوضحت الناقدة الفنية أن المشهد في الدراما ليس عبثا، فالدراما ترسم من خلال أبطالها نماذج للاقتداء من خلال حياتهم وإنجازاتهم،  كما أن الدراما تساهم في تشكيل الوعي من خلال تقديم نماذج متنوعة، بدورها تؤثر في ثقافة المجتمع وعلاقاته الانسانية.

وتابعت أن  المسلسلات تعتبر من أهم أشكال الدراما المقدمة، ويكمن تأثيرها في أنها تخلق جسرا من الترابط العاطفي بين الأبطال والمشاهدين، إذ يتحول أبطال المسلسل إلى رفقاء روحيين يأخذون حصة لا بأس بها من تفكير الناس وعواطفهم ويحتلون مكانا في مناقشاتهم.

رسالة تنموية وتربوية

في نفس السياق، قالت حنان شومان، الناقدة الفنية، تعد الدراما التليفزيونية قوة ثقافية مؤثرة فى المجتمع، وذلك بسبب انتشارها الواسع وقدرتها على ابهار  وتسلية أوقات المشاهدين، لافته أن الرسالة الدرامية لها قدرة كبيرة على تخطى الحواجز والوصول إلى الجماهير.

وأوضحت شومان في تصريح خاص لبوابة" دار الهلال" إن الرسالة الدرامية  تقنع جماهيرها وتؤثر فيهم بإسلوب غير مباشر، فضلا عن أن الدراما التليفزيونية تساهم في عملية البناء القيمى الإنسان، بشرط أن تشتمل على مضمون جيد وهادف يعكس واقع القضايا والمشكالت في المجتمع الذى تقدم فيه.

وأكدت الناقدة الفنية أنه خلال السنوات القليلة الماضية تميزت الأعمال الدرامية بنشر الثقافة الرفيعة والارتقاء بمستوى الذوق العام، وتزويد المشاهدين بالفكرالراقى، وبث القيم و السلوكيات الإيجابية، بالإضافة إلي مناقشة عدد كبير من القضايا المهمة المتمثلة في الفساد وجرائم القتل والمخدرات وغيرها من القضايا التي بدأت تنتشر بشكل كبير. وأشارت إلي أن  الدراما التليفزيونية تعتبر من أهم الأشكال الدرامية الأكثر رواجافىالخريطة التليفزيونية، خاصة فى شهر رمضان والتى تؤثر تأثيرا بالغا على الفرد والمجتمع ، نظرا لما تتمتع به الدراما التليفزيونية الرمضانية من نسبة مشاهدة مرتفعة من جانب الجمهور المشاهد.

وتابعت أنه في وسط هذا الزخم الشديد من التأثيرات الدرامية السلبية، نجد نماذج أخرى استطاعت الاستفادة من هذا الفن في حل بعض مشكلات المجتمع في المجالات المختلفة، كالتعليم، والزراعة، والطب، والإرشاد، فالدراما كقالب فني يستطيع من خلال أشكاله المتعددة وقدرته على التأثير أن يأخذ مكانته في تنمية المجتمع وترسيخ قيمه الأصيلة.

وأضافت شومان أن الممثلين لهم دور كبير، حيث يجب أن يقوموا بدور إيجابي يتمثل في حسن اختيار الأدوار واعتبار عملهم رسالة تنموية وتربوية، وليس مجرد  مصدر للربح، وعلى المنتجين دور في نجاح هذا القطاع الفني من حيث دعم الأعمال الفنية الراقية والأصيلة، كما يجب تشجيع الخريجين في مجال الإخراج والتصوير والمونتاج، وإتاحة الفرصة لهم للاستفادة من التقنيات الحديثة، ودعم أصحاب الخبرة منهم.