قال الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، إنّ مصر تعد نموذجًا فريدًا في وحدة الصف والنسيج الوطني، وأنّ المسلمين والمسيحيين أبناء وطن ونسيج واحد، ولن تفلح أبدًا قوى الشر في بث الفتن أو زعزعة استقرار الوطن.
وأضاف عامر، أنّ تبادل التهاني بين أبناء الوطن الواحد في المناسبات الدينية يقوي روح المودة والتآلف والترابط فيما بيننا، مشددا على أن هذه الأخوة ستظل دائمًا الرباط المتين الذي يشتد به الوطن ويقوى به على البناء والتنمية ومواجهة التحديات.
وأشار رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، إلى أن تبادل التهاني بين أبناء الوطن الواحد، يترك للأجيال القادمة بناءً حضاريًّا أساسه الإيمان والثقة بالله وارتفاعه العدل وقوته المحبة والود والتراحم بين أبناء الوطن.
وعن استخدام البعض لمصطلح شركاء الوطن قال عامر، إن الحديث عن المسلمين والأقباط في وطننا باعتبارهما (طرفين) يعيشان على أرض واحدة، هو أمر في حد ذاته يسيء إليهما معًا، لأنهما في الحقيقة باعتبار الوطن وهمومه وآماله وتحدياته وطموحاته (طرف واحد)، وهو المفهوم الذي ينبغي إشاعته ونشره والعمل على أن يكون ثقافة شائعة في مجتمعنا.
وأشار إلى أنه إذا كان الأصل الأساسي الذي جاءت به كل الشرائع السماوية التي أرسل الله بها الأنبياء والرسل (عليهم السلام) هو توحيد الله تعالى وعبادته، فإن هناك قيمة عظمى اتفقت عليها كل الشرائع أيضًا وهي (المنظومة الأخلاقية)، فلا يوجد دين سماوي يجحد فضل الصدق والأمانة والنبل واحترام الجار ومراعاة المشاعر وجبر الخواطر، إلى آخر هذه المنظومة الكاملة المتكاملة التي عبر عنها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" مما يجعلنا جميعا، نحن أبناء هذا الوطن، واضعين نصب أعيننا العمل على إعادة وإحياء وتفعيل منظومة الأخلاق والقيم والحفاظ على الهوية المصرية، وعليه فإن صناعة الحضارة وبناء الأوطان وعمارة الكون واحترام معتقدات الآخرين وترسيخ القيم ونشر العدل، كلها مقاصد عليا واجب علينا جميعا أن نضع أيدينا في أيدي بعض من أجل تفعيلها ونشرها تحت غطاء نظرية (الطرف الواحد).
وقال عامر:"أهنئ قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، وسائر الإخوة الأقباط من كافة الطوائف، بعيد القيامة المجيد، داعيًا الله تعالى أن يعجّل برفع الوباء، وأن يحفظ مصر وأهلها وجيشها وشرطتها من كل مكروه وسوء، وأن يوفق قادتها لما فيه الخير للبلاد والعباد.