تعد من أكثر الأمور إثارة للجدل والحيرة في رمضان من كل عام، الكيفية التي تقضي بها النساء، أيام إفطارها في رمضان، بسبب الحيض أو النفاس، وهو ما كشفت تفاصيله دار الإفتاء. 

وورد إلى دار الإفتاء سؤال من إحدى السيدات يقول: "جاءتني الدورة الشهرية، وأنا في سن الـ14، وكنت أفطر لكن لا أقضي الأيام بعد رمضان فهل يجوز لي الآن أن أصوم هذه الأيام؟".

وأوضحت الإفتاء أن الفقهاء يتفقون على أنه يجب الفطر على الحائض والنفساء، وإذا صامتا لا يصح صومهما ويقع باطلا.

وأضافت أن الفقهاء يجمعون، على أن الحيض يوجب القضاء فقط، وقضاء رمضان إذا لم يكن عن تعدٍّ، لا يجب على الفور، بل يجب وجوبًا موسعًا في خلال العام التالي، وقبل حلول رمضان الذي يليه، وصح عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقضي ما عليها من رمضان في شعبان.

وأكدت الإفتاء أنه إذا أخرت المرأة القضاء حتى دخل عليها شهر رمضان الآخر، تصوم رمضان الحاضر، ثم تقضي بعده ما عليها، ولا فدية عليها سواء كان التأخير لعذر، أو لغير عذر، على ما ذهب إليه الأحناف والحسن والبصري.

حكم الحائض في رمضان

وورد إلى دار الإفتاء سؤال يقول: "ما حكم انقطاع دم الحيض قبل الفجر بوقت لا يسع الغسل؟ هل يجب الصوم على الحائض؟"، حيث أكدت أنه إذا انقطع دم الحيض قبل الفجر يجب على المرأة الصوم حتى ولو لم تغتسل قبل الفجر فتعقد النية بالصوم وتغتسل بعد الفجر، وتأخير الغسل لا يبطل الصوم.

واستشهدت الإفتاء بقول الإمام النووي في «روضة الطالبين وعمدة المفتين» (1/ 137): «وَإِذَا انْقَطَعَ الْحَيْضُ ارْتَفَعَ تَحْرِيمُ الصَّوْمِ، وَإِنْ لَمْ تَغْتَسِلْ».

وأوضحت أنه نص الحنابلة على أنه لو نوت الحائض صوم غد، وقد عرفت أنها تطهر ليلًا صح، قال البهوتي في «كشاف القناع عن متن الإقناع» (2/ 315): «(وَلَوْ نَوَتْ حَائِضٌ) أَوْ نُفَسَاءُ (صَوْمَ غَدٍ وَقَدْ عَرَفَتْ أَنَّهَا تَطْهُرُ لَيْلًا صَحَّ) لِمَشَقَّةِ الْمُقَارَنَةِ».

اقرأ أيضا:

هل يجوز للحائض الصيام قبل الاغتسال.. الإفتاء تجيب

روحانيات.. دعاء اليوم العشرين من رمضان وفضله