الأربعاء 26 يونيو 2024

الإكسلانس الشرير.. أسرار جديدة في حياة توفيق الدقن بمناسبة ذكرى ميلاده

توفيق الدقن

فن3-5-2021 | 12:38

إسراء الشبكي

تحل اليوم "الإثنين"، الثالث من شهر مايو، ذكرى ميلاد الفنان توفيق الدقن، الذي ولد في مثل هذا اليوم، من عام 1923، الذي اشتهر بأداء أدوار الشر، وإن لم يخل من خفة الظل. 

ويعد تفويق الدقن، أحد النجوم الذين نجحوا في أدوار: اللص، والبلطجي، والعربيد، إلى درجة أن بعض الناس كانوا يصدقون أدواره ويكرهونه، بسبب تلك الأدوار، وذلك لتجسيده الأدوار بإبداع، صاحب أجمل وأشهر الإفيهات في السينما المصرية، ومنها: «أحلى من الشرف مفيش»، و«ألو يا أمم»، و«يا آه يا آه»، و«ألو ياهمبكة». 

ولد الفنان الراحل توفيق أمين محمد أحمد الشيخ الدقن في قرية هورين بمنطقة بركة السبع بالمنوفية في مثل هذا اليوم، ولكنه عاش حياته في صعيد مصر بالمنيا إلى أن جاء إلى القاهرة، وبدأ حياته الفنية منذ أن كان طالبًا بالمعهد العالي للفنون المسرحية، فكان أول طالب يدخل المعهد دون أختبار، وبدأ التمثيل قبل أن يتخرج منه، حيث أنه تخرج في عام 1950، شارك الدقن خلال مسيرته الفنية في العديد من الأعمال المميزة فكانت بدايته بدور صغير في فيلم "ظهور الإسلام" وانضم بعد ذلك لفترة في فرقة إسماعيل ياسين، ثم عضوًا بالمسرح القومي وأستمر فيه حتى ألحالته على المعاش. 

يعد توفيق الدقن واحدًا من أبرز فناني الزمن الجميل، كما أنه صاحب موهبة استثنائية، جعل له مدرسة خاصة به في مجال التمثيل؛ جعلته يقدم العديد من الأدوار المهمة مع كبار المخرجين والفنانين. 

جاءت فترة الخمسينات اي بدايته الفنية ليقدم الدقن العديد من الأفلام كان أولها فيلم "السبع أفندي"، "صراع في الميناء"، "شيطان الصحراء"، "درب المهابيل"، "ابن حميدو"، "سر طاقية الإخفاء"، "الفتوة"، "أرض الأحلام"، "شاطئ الذكريات"، "الناس مقامات"، ولم يجسد خلال هذه الأعمال دورًا واحدًا طيبًا فعرف وقتها "بالشرير الظريف" وبدأ الدقن يصعد سلم النجومية درج تلو الآخر. 

فرقت النجومية بينه وبين والدته، فعندما بدأ الراحل توفيق الدقن في صعود سلم النجومية، اشتهر بأدوار الشر، مما جعل معارفه وأهل القرية التي كان يعيش بها بصعيد مصر، يرددوا أنه أصبح شريرًا بالفعل، ولم يكن في مخيلتهم في هذا الوقت، أن تلك الأدوار لا تعد سوى تمثيل.
 
واستمرت تلك الأحاديث تتردد إلى أن وصلت إلى والدته، وتناقل البعض شائعات شربه للخمر وإدمانه لها، الأمر الذى أحزن والدته كثيرًا، وجعلها تنتقل للعيش معه في القاهرة حيث كانت تتلقى العلاج أيضا، وفى إحدى المرات أثناء جلوسها بجواره بسيارته الخاصة، صادفهما أحد الأفراد الذي وصفه بالشرير السكير، وبعد فترة توفيت والدته، وكان هناك بعض الأقاويل أنها توفيت قهرًا على سمعته. 

قدم الدقن للسينما المصرية العديد من الأفلام، ومن أهمها: "أنا وهو وهي"، "أشجع رجل في العالم"، "العقلاء الثلاثة"، "بنت الحتة"، "غرام في السيرك"، "صراع الجبابرة"، "أدهم الشرقاوي"، "مراتي مدير عام"، "القاهرة 30"، "إسماعيل يس في السجن"، "في بيتنا رجل"، "الناصر صلاح الدين"، "حرامي الورقة"، "البحث عن فضيحة"، "الأزواج الشياطين"، "سبع الليل"، "صراع مع الموت"، "دائرة الشك"، "التخشيبة"، "ضربة شمس"، "على بابا الوزير".

حصل الدقن على العديد من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير بفضل إتقانه للفن وحبه الشديد له براعته في تجسيد الشخصية، منها: وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى وذلك في عام 1956، ووسام الاستحقاق، وشهادة الجدارة في عيد الفن في عام 1978، ودرع المسرح القومي، وجائزة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وجائزة جمعية كتاب ونقاد السينما.

وأصيب الدقن بفشل كلوي وأخفى ذلك عن الجميع، وظل في حرب مستمرة مع المرض، إلى أن وصل به الحال أن يجلس على كرسي متحرك، كبديل لقدميه التي سلمت للمرض، ولكنه تمكن مرة آخر من المشي، إلى أن أصيب بذبحة صدرية أثناء تصوير آخر أعماله الفنية "المجنون"، ولم يذهب للتصوير بفعل المرض إلى أن توفي في يوم 26 نوفمبر، من عام 1988 عن عمر يناهز 64 عامًا، ليترك آخر كلماته لنجله: "لم أترك لك شيئا تخجل منه، سيسعون للبحث في تاريخي بعد وفاتي، لكن لم يجدوا شيئا مخزيًا".