تمر اليوم الإثنين 3 مايو، الذكرى الـ25 على رحيل الفنانة الكبيرة زوزو نبيل، حيث رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 1996، عن عمر ناهز 76 عامًا. 

عرفت زوزو نبيل بشهر زاد الفن، والزوجة المنحرفة، والعجوز المتصابية، والجدة الحنونة، وكل هذه الشخصيات برعت فى أداء أدوارها بمنتهى الحرفية والدقة، فهى واحدة من أهم ممثلات السينما المصرية، كانت ترى أن الفنان يظل يمثل حتى الموت، لذلك رفضت الأعتزال حتى بعد كبر سنها. 

ولدت الفنانة الراحلة عزيزة إمام الشهيرة بزوزو نبيل يوم 6 يوليو من عام 1920، وبدأت رحلتها الفنية بعد أن التحقت بفرقة مختار عثمان واستمرت معها، ثم انتقلت بعد ذلك إلى فرقة يوسف وهبي. 

وجاء فيلم "الدكتور" الذي أنتج في عام 1937 ليشهد أول ظهور سينمائي لها، كما كان فيلم "سلّامة" من بداياتها الفنية، حيث جسدت خلاله شخصية صديقة أم كلثوم، وهو العمل الذي تم إنتاجه في عام 1944.

واشتهرت زوزو نبيل عبر مشوارها الفني بتقديم دور الأم المنحرفة، التي يعيبها أبناؤها، أو الزوجة القاسية، أو العجوز المتصابية. 

وعارضت والدة زوزو نبيل، فكرة عمل ابنتها بالفن، ومنعتها من التمثيل، ولم توافق على ذلك إلا بعد محاولات عدة من زوزو، وبعد أن أقسمت لها بأن تصبح مثالًا للشرف والاستقامة. 

نجحت زوزو في تقديم الأدوار الصعبة والمركبة، مما جعل مخرجي جيلها يضعونها على رأس قائمة اختياراتهم، حتى أن المخرج حسن الإمام أشركها في 12 فيلمًا سينمائيًا من أفلامه، كان أولها فيلم "أسرار الناس"، كما أن اللافت للنظر أنها قدمت معظم أدوارها أمام الفنان الراحل محمود المليجي، ومن أهم أعمالها "مصنع الزوجات"، "الحب لا يموت" "اعترافات زوجة"، "الخرساء". 

وعلى نغمات موسيقى ألف ليلة وليلة، أخذت زوزو نبيل دور شهر زاد التي تحكي حواديت كل ليلة، في مسلسل ألف ليلة وليلة، الذي يذاع خلال شهر رمضان عبر أثير الإذاعة المصرية، قبل أن تتقل بهذا بصوتها المميز إلى التليفزيون لتقدم الدور نفسه، قبل أن تظهر في عدد من الأدوار بهذا المسلسل السنوي، وكان أشهرها "العجوز أم منقار".

وأيضا أثبتت زوزو موهبتها، من خلال مشاركتها في فيلمي "أنا حرة" و"هذا الرجل أحبه"، التي أدت فيهما دورين دون كلام، فكانت امرأة مجنونة وزوجة ليحيى شاهين، وأيضًا أدت دور الكوميديا الضاحكة في فيلم "في الهوا سوا"، الذي أنتج عام 1951، وشاركت بالكوميديا في فيلم "يا تحب يا تقب"، الذي عرض عام 1993، لثبت أن الممثل الجيد لا يقف أمامه أي دور.

شغلت الفنانة الراحلة زوزو نبيل العديد من المناصب المهمة، بجانب مهنة التمثيل، ففي منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، عملت بالرقابة على المصنفات الفنية، بمصلحة الفنون كما تولت إدارة المسرح الشعبي بوزارة الثقافة في عام ّ1959، وبعدها عملت بمؤسسة المسرح لمدة عامين بين عام 1962، إلى عام 1964، كذلك كانت تقوم بالتدريس لمادة الإلقاء بمعهد السينما مع الفنان عبد الوارث عسر وفي الثقافة الجماهيرية حتى وصلت لدرجة وكيل وزارة. 

حصلت زوزو خلال مسيرتها الفنية على العديد من الجوائز منها جائزة التمثيل عن فيلم "أنا حرة"، كما كرمها مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لعام 1995، وأيضًا من مهرجان الأفلام الروائية، وتم تكريمها أيضًا من قبل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في عام 1996 ولكنها لم تستطع الحضور وذلك لمرضها وكان قبل رحيلها بعام، وأستلّمت الجائزة بدلًا عنها زوجة ابنها.
توفيت الفنانة زوزو نبيل في مثل هذا اليوم، نتيجة إلتهاب رئوي حاد، وعجز في عضلة القلب، تاركة وراءها ورثًا فنيًا لا يمكن أن نتغافل عنها فرغم رحيلها منذ ربع قرن إلا أنها مازالت موجودة بفنها.