الخميس 28 نوفمبر 2024

مقالات

تمام الكلام

  • 3-5-2021 | 22:46
طباعة

في التباعد حياة

ترى ما الذي يمنع معظم الناس في مصرنا الحبيبة من القيام بالإجراءات والاحتياطات الاحترازية اللازمة لعدم نقل المرض أو الإصابة بالعدوى جراء هذا العدو الفتاك كورونا الوحشي، الذى يهاجمنا هذه الأيام باستماتة وضراوة وهو في مرحلته المتحورة الثالثة، ما جعله يخرج عن السيطرة، ويفتك بدهاء بالكثير من الأرواح الغالية دون إنذار أو أعراض صريحة كما كان في بداية ظهوره المأساوي.

وأتساءل بدهشة شديدة: هل ترون أنه من العار الحفاظ على أرواحنا واستمرار الحياة التي وهبها الله لنا باتباع بعض الإجراءات الوقائية، وإن كانت بسيطة مثل ارتداء الكمامة واستخدام الكحول للتعقيم والتطهير، وغسل اليدين بالماء والصابون؟ ولماذا هذا الإهمال وعدم الالتزام حتى بالحد الأدنى من الوقاية، مجرد إجراءات بسيطة لكن نتائجها ذات قيمة كبيرة لا تضاهيها قيمة، وهي الحفاظ على الحياة، حياة كل الذين من حولنا، لماذا يصر كثيرون في شوارع مصر على التزاحم  في الأسواق والمراكز التجارية والترفيهية والمقاهي؟ كأنه لا يوجد أي فيروس وحشى يتراقص بينهم ويفرح بالقضاء عليهم بسهولة متناهية.

لماذا لا يطبق هؤلاء منظومة التباعد الاجتماعي، ففيه سلامتهم واستمرارية لحياتهم الغالية؟ لماذا كل هذا الاستهتار والتهاون الشديد مع عدو لدود وقاتل اسمه كورونا؟

فنحن في حرب حقيقية تستحق أن نشحذ لها كل قوتنا وأسلحتنا وأدواتنا الاحترازية والوقائية لإيقاف زحف هذا الوباء الكريه، فالفراق موتاً أصعب ما يكون على النفس البشرية، وخاصة عندما نكون نحن المتسببون في هذا الفراق والموت جراء إهمالنا تجاه  من نحب ونتعايش معهم، فحينما نتخذ كل إجراءات السلامة والنظافة والتباعد الاجتماعي السليم، سنحافظ على الكثير من أرواح من نحب، لأننا نخالطهم ويخالطوننا، لأن االاهتمام يجب أن يكون عملياً ومتبادلاً في العناية والحفاظ والمحبة، وأيضاً في التصدي لهذا الوباء الكوروني المتوحش، الذى بات هذه الايام يحصد الأرواح من دون رحمة ولا هوادة،

فلنتق الله في أنفسنا وأحبائنا وأصدقائنا وجيراننا وحتى الغرباء لأنهم بشر مثلنا،

ولنجعل الوقاية والالتزام مذهبنا بكل مكان، البيت، الشارع، المول، المستشفى، المدرسة، أماكن العمل، ولنطلق حملة تجوب مصر كلها تحت شعار "فى التباعد.. حياة" و"لا  لكورونا الملعونة" و"بميه وصابونة نغلب كورونا "، "الكمامة أمانة مش مهانة"

ولابد على الجهات المعنية بالدولة ووسائل الإعلام تثقيف الناس في كل شبر بأرض خاصة اهل القري والناس البسطاء، بكل شيء عن فيروس كورونا، مخاطره وطرق الوقاية منه، وكيفية التصرف يعند الإحساس بالمرض.

في النهاية أقولها لمن يصاب بفيروس كورونا ويعتبره عاراً يكتمه على من يعيشون حوله من الجيران وأهل الحي، فينقل إليهم العدوى بكل سهولة لأنهم يتعاملون معه على أنه سليم صحياً: اتق الله في نفسك.. وفي الآخرين، ولا تكن قاتلاً بالإهمال والصمت.

الاكثر قراءة