الخميس 23 مايو 2024

ذكرى ميلاد عانس السينما المصرية.. بنت الإسكندرية «زينات صدقى»

زينات صدقي

فن4-5-2021 | 13:53

إسراء الشبكي

يصادف اليوم الثلاثاء الموافق 4 مايو ذكرى ميلاد الفنانة التي عشقت الفن فجاورت، توجتها خفة ظلها على عرش الكوميديا المصرية، الفنانة الجميلة الراحلة زينات صدقي التي ولدت في مثل هذا اليوم من عام 1912.

ولدت الفنانة زينب محمد سعد صدقي بحي الجمرك بالإسكندرية، وبعد أن خضعت لزواج في سن صغير جدًا لم تكمل في عش الزوجية سوى شهور لتواصل بعد ذلك، وأصبحت مغنية في بعض الفرق الفنية، إلى أن فتن بضحكتها الفنان الراحل نجيب الريحاني وعرض عليها دور في مسرحية "الدنيا جرى فيها أيه" لتتحول من زينب إلى "زينات صدقي" الفنانة التي تجلت في ضحكات مشاهديها. 

عشقها الجمهور وهي على خشبة المسرح، فأطلت عليهم بعذوبة روحها وبساطة أدوارها التي جعلت الجمهور يشعور أنها منهم، وأبدعت في تجسيد دور الخادمة وبنت البلد، وبعد أن أقنعت جمهورها بأدوارها المسرحية، ذهبت لتلمع في عالم السنيما، باشتراكها في فيلم "وراء الستار"، لتتوالى بتجسيد الأدوار الكوميدية، في زخر كبير من الأفلام. 

تعددت أعمالها الفنية، فبرزت أدوارها مع عباقرة السينما المصرية، إسماعيل ياسين، يوسف بيك وهبي، عبد الفتاح القصري، وماري منيب، وسط إصرارها على مواصلة مسيرتها الفنية حتي بعدما محاولة عمها منعها من العمل في السينما بعد وفاة والدها، فتمسكت بطموحها الفني، ورحلت من الإسكندرية حتى تتمكن من تحقيق حلمها. 

تجاوزت أعمالها أكثر من 300 فيلمًا، استطاعت خلالها أن تأثر جمهورها بالكلمات التي أبتكارتها وأشتهرت بها ومنها.. "كتاكيتو بني، عايزة أتجوز يا اخواتي، إنسان الغاب طويل الناب، محطم قلوب العذارة"، وغيرها كثير بخلاف تعدد الشخصيات، كانت خلالها "فاكهة الكوميديا". 


فهي أشجان في فيلم "حلاق السيدات"، وزوجة خالة إسماعيل ياسين أم وزة في فيلم "البوليس السري"، وعديلة في "العتبة الخضرا"، وسنية ترتر في "شارع الحب"، وأم طعمة في "إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين"، ومكاسب في "تمر حنة"، وزنوبة في "القلب له أحكام" وفي "أيامنا الحلوة"، وزلابية فى "عفريته إسماعيل ياسين" وفله في "الآنسة حنفي". 

عاشت زينات صدقي 16عامًا، ماكثة في دارها بعد أن قلت أعمالها بالتدريج في دور السينما، ومن أشهر أعمالها الفنية في ذلك الوقت "معبودة الجماهير"، "بنت اسمها محمود" كان أخر نتاج فني لها، قبل أن تبدأ رحلتها القصيرة مع المرض، الذي استطاع أن يهزمها ويطفئ بريقها. 

وطوال مسيرتها الفنية لم تكرم زينات صدقي سوى مرة واحدة، عندما لاحظ الرئيس الراحل السادات في كشف أسماء المكرمين في عيد الفن ولم يجد اسمها، وطلب تضمين اسمها فتمت دعوتها وكرمها وأمر بصرف معاش لها مدى الحياة وشيك التكريم بمبلغ 1000جنيهًا. 

إلى أن  أصيبت زينات صدقي بتراكم مياه على الرئة فطلب منها الطبيب الذهاب إلى المستشفى للعلاج، لكنها رفضت وظلت تعاني من المرض لمدة أسبوع واحد فقط حتى لفظت أنفاسها الأخيرة وتوفيت في يوم 2 مارس من عام 1978. 

ولكن قبل رحيلها أنشأت مدفنًا خاصًا بها، أسمته مدفن عابرى السبيل، كانت تدفن فيه كل من لا يملك أهله مدفنا، فلما توفيت دفنت فى مدفنها، فظن الناس أنها دفنت فى مدافن الصدقة.