الأحد 24 نوفمبر 2024

ثقافة

"الحلاج" مأساة المسرح الشعري لصلاح عبد الصبور

  • 4-5-2021 | 14:11

صلاح عبد الصبور

طباعة
  • مريانا سامي

 في ذكرى ميلاد الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور نرصد أهم ما كتب "مأساة الحلاج" وهي مسرحية شعرية كتبها الشاعر المصري الراحل، نشرت عام 1966 يحكي فيها عن شخصية المنصور بن حسين الحلاج المتصوف الذي عاش في منتصف القرن الثالث للهجرة.

محمد صلاح الدين عبد الصبور يوسف الحواتكي، وشهرته صلاح عبد الصبور ولد في محافظة الشرقية في 3 مايو عام 1931 وتوفي في 12 أغسطس عام 1981 وهو شاعر مصري ويعد من أهم رواد حركة الشعر الحر العربي  ومن رموز الحداثة العربية والذي تأثر بالفكر الغربي.

كما أن صلاح عبد الصبور من أهم الكتاب للمسرحية الشعرية والتنظير في الشعر الحر.

وعن رأي صلاح عبد الصبور في المسرح الشعري تقول الدكتورة حورية محمد في كتابها "تأصيل المسرح العربي بين التنظير والتطبيق"،كان يرى أن الشعر هو صاحب الحق الوحيد في المسرح ،  وكذلك أن المسرح النثري وبخاصة حين تهبط أفكاره ولقته انحراف في المسارلا بل إن صلاح عبد الصبور انطلاقاً من دراسة واقع المسرح، وماضيه، قد تنبأ بسقوط المسرح النثري، والعودة إلى المسرح الشعري من جديد لأن للمسرح لغة خاصة تقربه من الشعرية، ومن الشعر، فهو يقول: النشأة للمسرح شعرية، وأغلب الظن أنه سيعود كذلك، رغم غلبة الطابع الاجتماعي النثري منذ أواخر القرن التاسع عشر.

"مأساة الحلاج" مسرحية مكونة من جزئين، الكلمة ثم الموت، الجزئان يعرضان قصة المنصور بن حسين الحلاج والذي أختلف عليه الجميع فهناك من أتهمه بالكفر والزندقه وهناك من رأى في أفكاره حباً ونوراً إلهياً.

الحلاج كان يقول أن الله يسكن فيه وإنه والله واحد "روحي روحه وروحه روحي " وكان دائم التأكيد على علاقته الحميمية بين الله وعشقه الالهي، وهذه الكلمات كانت بداية نهاية الحلاج.

الحلاج أيضاً كان ينادي بالعدل ودحض الظلم والفقر و الانتصار للمقهورين والمساكين، فوصف التصوف بشكل أخر لمحاربة استضعاف البشر وسلب حقوقهم.

جسد" صلاح عبد الصبور" مأساة من زاوية أخرى وهي تحالف رجال الدين مع السلطة للتخلص من صوت الحلاج بأعتباره عدو للدين بإدعاؤه الربوبية وعدو للسلطان بإدعاؤه شيوع الفقر والظلم في البلاد.

رأي بعض الكتاب أن "مأساة الحلاج" كانت تتنبأ بنكسة يونيو حيث أنها خرجت في توقيت يغرد فيه الجميع بالقومية و تمني النصر.

"أنا رجل من غمار الموالي، فقير الأرومة و المنبت، فلا حسبي ينتمي للسماء، و لا رفعتني لها ثروتي، ولدت كآلاف من يولدون، بآلاف أيام هذا الوجود، لأن فقيراً "بذات مساء" سعي نحو حضن فقيرة، و أطفأ فيه مرارة أيامه القاسية". 
كانت هذه الكلمات بداية لخطبة جسدها عبد الصبور على لسان الحلاج وقت محاكمته، والتي فيها أشار إليه كإنسان ونفى عنه تهمة إدعاؤه الألوهية والربوبية كما أشاع الناس" هذا زنديق فأقتلوه "

ربما أذكر أيضاً من مشاهد المسرحية، مشهد جلد الحلاج، كان يستقبل الصوت بصمت رجولي وكأنه يجلد جلاده، حتى جن جنون الجلاد وصرخ فيه "تألم، أصرخ كي أسكت عنك" فرد بهدوء قوي "وهل يصرخ يا ولدي جسد ميت!" 

في دراسة للباحثة نفيسة دسوقي، قالت: تحوّل الحلّاج على يد صلاح عبد الصبور إلى أفلاطون جديد، يحلم بمدينة فاضلة يحكمها فيلسوف يجمع بين «القدرة والفكرة»، بين «الحكمة والعدل» وقد اعتمد عبد الصبور في «مأساة الحلاج» إلى جانب سيرة الحلاج، على المفردات والمصطلحات الصوفية: مثل «الحب، التعرف، التبصر، الفيض، النور، الوهج، العرفان، الوجد، الباطن، النجوى، الرؤية، البوح، العهد، العشق، الشجو، المشاهدة، الكشف» وغيرها من مفردات ترتبط ارتباطا وثيقا بعالم المتصوفة.

انتهت المسرحية وانتهت حياة الحلاج بقطع رأسه استنادً لما نسب إليه من اتهامات لا تزال حتى الآن موضع جدل واختلاف.

الاكثر قراءة