محاولات جديدة تسعى إليها الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس الأمريكي جو بادين، لفض الخلافات التي تقع بين دول المصب «مصر والسودان وإثيوبيا»، والوصول لاتفاقية أو حلًا لأزمة سد النهضة التي تتفاوض فيها الدول منذ أكثر من 10 سنوات مضت، والعمل على استقرار الوضع بين الطرفين، لأنه في حالة عدم وجود حل سوف تؤثر على الوضع الأمني والسياسي في المنطقة بأكملها.
زيارة المبعوث الأمريكي
في هذا السياق، قال السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية الأسبق، إن الهدف من زيارة المبعوث الأمريكي لمصر وإثيوبيا وإريتريا والسوادن، للتحدث عن الوضع المأسوي في إقليم تيغراي وضرورة سحب القوات الأريترية وكذلك النزاع على الحدود بين إثيوبيا والسودان، وأيضا بشأن سد النهضة بين مصر وإثيوبيا.
اهتمام الأدارة الأمريكية
وأكد نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية الأسبق، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن زيارة المبعوث الأمريكي لهذه الدول تشير لاهتمام الإدارة الأمريكية بمجمل الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي خاصة في ضوء التوترات الشديدة التي تشهدها هذه المنطقة في الوقت الراهن، سواء في إقليم تيغراي والانتهاكات التي ترتكب في حقوق الإنسان التي وقعت ولا تزال تقع هذا بجانب النزعات الحدودية بين إثيوبيا والسودان، لافتا أن إثيوبيا لا تزال تحتل الأراضي السوادنية زاعمة أن هذه الأراضي هي أراضي إثيوبية، بل هناك أراض إثيوبية استولت عليها السودان ومناقشة أيضا ما يتعلق بالأنهار الدولية وهذا ما يؤكد عدم احترام إثيوبيا لسيادة دول الجوار وإلا لما كانت تسببت بأضرار كثيرة بشأن المنشآت التي شيدتها علي بعض الأنهار الدولية التي تربطها بكنيا الصومال مما جعل الدولتين تتكبدان خسائر كبيرة.
نهر النيل يمر بين الدول الثلاث
وأشار إلى أن الزيارة تهدف أيضًا للوصول لاتفاق بين إثيوبيا ومصر بشأن سد النهضة نتيجة استمرار تعنت إثيوبيا التي لا تحترم قواعد القانون الدولي باعتبار أن نهر النيل الأزرق هو نهر إثيوبيا وليس وطنيا، لكنه نهرا دوليا يمر بثلاث دول مصر وإثيوبيا والسودان، بجانب محاولة إثيوبيا المستمر لكسب الوقت وفرض الأمر الواقع وتكرار ما فعلته عند الملئ الأول لخزان السد بالأصرار على المضي بالملئ الثاني في شهر يوليو ويونيو القادمين في مواسم الفيضان، وهذا الأمر إن لم تسبقه اتفاقية ملزمة يتم إبرامها بين إثيوبيا دولة المنبع ومصر والسودان دولتي المصب بشأن ملئ السد وتشغيل السد، فإن ذلك يؤثر على الوضع السياسي والأمني في المنطقة وهذا ما حذرت منه مصر.
فض النزاعات
قال الدكتور سيد فليفل، عميد معهد الدراسات الأفريقية الأسبق، إن الهدف من زيارة المبعوث الأمريكي، هو فض النزاعات على الحدود السودانية الإثيوبية، خاصة سد النهضة، وهذا يعني أن سد النهضة هو الأخطر والأكثر إلحاحا والهدف الأساسي لكنه يأتي في ترتيب متأخر لديهم.
يُشكل ترجعًا عن ترامب
وأوضح عضو مجلس النواب والعميد الأسبق لمعهد الدراسات الإفريقية، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن هذا الموقف يُشكل ترجعًا عن موقف الرئيس الأمريكي السابق ترامب، والذي كان استضاف مفاوضات وتوصلت إلى اتفاقية واستمرارت إثيوبيا في تعنتها ورفضت التوقيع على الاتفاقية.
التفاوض حول سد النهضة
وأكد أنه كان من الأولى عدم تعيين مندوب لاستهلاك الوقت وإنما كان من الأولى أن يقوم وزير الخزانة الأمريكي باعتباره المكلف من الرئيس ترامب من قبل بالتفاوض حول سد النهضة أن يقوم بالتواصل مع المسؤلين المختصين من مصر وإثيوبيا والسودان لاستكمال التفاوض واستكمال التوقيع من قبل إثيوبيا والاستكمال من النقطة التي انتهت عندها وليس البدء من جديد، متابعا: «لا يعتقد أن المسؤلين في مصر والسودان سوف يقبلون مندوب أومبعوث أمريكي في مسئلة مصيرية مثل سد النضهة وإنما تكليف وزير الخزانة الأمريكية بذلك»، والتي لو لم تحل سوف تؤثر على الوضع السياسي والأمني فيش المنطقة بأكملها.