الجمعة 27 سبتمبر 2024

بعد تعافيها من كورونا.. محطات تاريخية فى حياة المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد

المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد

تحقيقات4-5-2021 | 22:05

محمد عاشور

قضت المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد أسبوعا مستلقية على فراش المرض، حيث غادرت المستشفى الجامعي مصطفى باشا بالجزائر، بعد تماثلها للشفاء من فيروس كورونا المستجد، وتتواجد الآن بمنزلها.


وقال المدير العام لمستشفى مصطفى باشا، الدكتور عبدالسلام بنانه، عن جميلة بوحيرد: «جميلة الآن بخير، وتشعر بالتفاؤل بعدما تغلبت على فيروس لا يرحم»، مؤكدا أنها غادرت المستشفى بعد إجراء جميع الفحوصات الطبية اللازمة.

في حين نفى أحد أفراد عائلة جميلة بوحيرد، أمس، ما هو متداول بشأن  خبر وفاتها، مؤكدا أنها في المستشفى تتلقى العلاج الخاص بفيروس كورونا المستجد.

ويذكر أن الأطباء بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، بالعاصمة الجزائرية، قالوا الأحد 2 مايو، إن المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، تتعافى بشكل جيد، وأن إصابتها بفيروس كورونا خفيفة ولا تستدعي القلق

وأوضح الأطباء أن المناضلة الجزائرية البالغة من العمر 85 عاما، موجودة في وحدة متخصصة لمحاربة الوباء بالمستشفى، وأن فريقا طبيا يسهر على متابعة حالتها، لافتا أنه من المحتمل أن تغادر المستشفى خلال الأسبوع الحالي، بحكم أن حالتها ليست خطيرة.

من هى جميلة بو حيرد

وجدير بالذكر أنه في نهاية عام 1957 تم الحكم بإعدام المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، وتم تحديد يوم 7 مارس 1958 موعدا لتنفيذ الحكم، ونتيجة للضغوط الشعبية والدولية تم تأجيل تنفيذ الحكم ثم تم تعديله ليصبح السجن مدى الحياة. 

 

ويذكر أن جميلة بوحيرد مناضلة جزائرية من اللاتي ساهمن بشكل مباشر في الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي، ولدت في حي القصبة بالجزائر عام 1935، من أب جزائري وأم تونسية ، وواصلت تعليمها المدرسي ومن ثم التحقت بمعهد للخياطة والتفصيل، فقد كانت تهوى تصميم الأزياء.

كما مارست الرقص الكلاسيكي وكانت ماهرة في ركوب الخيل إلى أن اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954، حيث انضمت إلى جبهة التحرير الوطني للنضال ضد الاحتلال الفرنسي وهي في الـ20 من عمرها، ثم التحقت بصفوف الفدائيين وكانت أول المتطوعات لزرع القنابل في طريق الاستعمار.

المطاردة رقم 1 


ونظراً لبطولاتها أصبحت المطاردة رقم 1، وتم القبض عليها عام 1957، عندما سقطت على الأرض تنزف دماً بعد إصابتها برصاصة في الكتف، وبدأت رحلتها القاسية من التعذيب ولا ننسى جملتها الشهيرة التي قالتها في ذاك الوقت: "أعرف أنكم سوف تحكمون علي بالإعدام لكن لا تنسوا إنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة".

وتم ترحيلها إلى فرنسا وقضت هناك مدة ثلاث سنوات، ومن داخل المستشفى بدأ الفرنسيون بتعذيب المناضلة، وتعرضت للصعق الكهربائي لمدة ثلاثة أيام كي تعترف على زملائها، لكنها تحملت هذا التعذيب وكانت تغيب عن الوعي وحين تفيق تقول الجزائر أُمُنا، وحين فشل المعذِّبون في انتزاع أي اعتراف منها، تقرر محاكمتها صورياً وصدر بحقها حكماً بالإعدام عام 1957، وتحدد يوم 7 مارس 1958 لتنفيذ الحكم.

ونتيجة لذك ثار العالم كله ، وجتمعت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بعد أن تلقت الملايين من برقيات الاستنكار من كل أنحاء العالم، تأجل تنفيذ الحكم ثم عُدّل إلى السجن مدى الحياة، وبعد تحرير الجزائر عام 1962، خرجت جميلة بوحيرد من السجن، وتزوجت محاميها الفرنسي جاك فيرجيس سنة 1965، الذي دافع عن مناضلي جبهة التحرير الوطني خاصة المجاهدة جميلة بوحيرد والذي أسلم واتخذ منصور اسما له.