دعا مطارنة الكنيسة المارونية في لبنان، المسئولين السياسيين المعنيين بتشكيل الحكومة الجديدة، إلى أن يضعوا جانبا حساباتهم الشخصية وغاياتهم الخارجة عن إرادة إنقاذ البلاد، ويسارعوا إلى تأليف الحكومة لاستكمال مؤسسات الدولة الدستورية على نحو يشكل مدخلا لإنقاذ لبنان عبر تنفيذ الإصلاحات وحصوله على الدعم المالي الدولي.
وأشار المطارنة الموارنة - في ختام اجتماعهم الشهري المنعقد اليوم برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي - إلى أن الوضع الخطر الداهم أصبح يتهدد لبنان بانهيار مالي واقتصادي كُلي، وأن الدولة تتفكك على نحو قد لا يكون قابلا للمعالجة، الأمر الذي يستدعي استجابة المسئولين اللبنانيين المعنيين لمطالب الشعب والمجتمع الدولي.
وناشد المطارنة الموارنة الدول الصديقة للبنان، القيام بمبادرات إنسانية عاجلة تساعد الشعب اللبناني على الصمود وتحول دون وصوله إلى نقطة اللاعودة، وذلك في ضوء تبلور إرادة دولية للقيام بخطوات تقي اللبنانيين مخاطر المزيد من الفقر، وحرص المجتمع الدولي على أن ينعم لبنان بمستقبل أفضل.
كما طالبوا من المسئولين ومؤسسات الدولة اللبنانية، القيام بكل ما يمكن من أجل الحد من تدهور الأوضاع المالية والاقتصادية، واتخاذ التدابير الملائمة دون المساس بودائع الاحتياطي في مصرف لبنان المركزي والتي تمثل ما تبقى من أموال ومدخرات اللبنانيين لما لذلك من تبعات سيئة للغاية على لبنان.
وأعربوا عن قلقهم إزاء تصاعد مستوى الجرائم في الآونة الأخيرة على نحو ينذر بانفلات أمني خطير، مطالبين بوضع حد لذلك الأمر حماية للمواطنين اللبنانيين.
كما أدانوا بشدة التفلت على المعابر الحدودية الشرقية والشمالية (مع سوريا) وكذلك في ميناء بيروت البحري والمطار على نحو أصبحت تُستخدم في تهريب المخدرات، مشددين على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة من قبل الجيش والأجهزة الأمنية في مواجهة هذه الجرائم.