تُسلط بوابة دار الهلال طوال أيام شهر رمضان المبارك الضوء علي المجددون في الإسلام، وهو المصطلح الذي جاء في حديث النبي محمد، "إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يُجدد لها دينها"، أي يعلمهم دينهم. وفي هذا الصدد نواصل تقديم سلسلة حلقات "مجددون في الاسلام"، وهي لشخصيات كان لها نبوغ وتفوق علمي في أمور الدين والدعوة وجهود إصلاحية مؤثرة.
الشيخ عبد الرحمن تاج، شيخ الجامع الأزهر، في الفترة بين 1954 إلي 1958م، الذي تمتع بأخلاق رفيعة بجانب إلي علمه الواسع الذي أثرى المكتبة الإسلامية به، بمؤلفات متنوعة بين الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي واللغة العربية.
ولد الإمام الشيخ عبد الرحمن حسين علي تاج، في عام 1896م، بمحافظة أسيوط، وكانت جذوره تعود إلي قرية منيه الحيط، بمركز إطسا، بمحافظة الفيوم.
عاش الشيخ عبد الرحمن تاج، بداية حياته في محافظة أسيوط، وأتم حفظ القرآن الكريم وتجويده وهو في سن العاشرة، كما درس العلوم الدينية واللغة العربية، وحفظ بعض متون العلوم، ثم انتقل مع أسرته إلي الإسكندرية، والتحق بالمعهد الديني بالإسكندرية في عام 1910م ليستكمل الدراسة به.
وشهد أساتذة الشيخ عبد الرحمن تاج له، بالنبوغ والذكاء، ووثقوا به واتاحوا له فرصة إلقاء الدروس نيابة عنهم في آخر كل أسبوع، وكان دائم الحصول علي الترتيب الأول في مراحل تعليمه، حتى حصل علي الشهادة العالمية عام 1923.
وحصل الشيخ عبد الرحمن تاج، علي شهادة التخصص بالمرتبة الأولي في عام 1926م، وعُين بعد تخرجه مدرسًا بالمعهد الديني بأسيوط، ثم انتقل للعمل في المعهد الأزهري عام 1931، حتى تم اختياره في عام 1933 للعمل أستاذًا بكلية الشريعة الإسلامية، وفي عام 1936، تم اختياره عضوا في أول بعثة للأزهر إلى أوروبا، وظل في فرنسا لمدة سبع سنوات، وحصل علي الدكتوراه من جامعة السوريون.
واختير الشيخ عبد الرحمن تاج، للتدريس في قسم القضاء بعد عودته من فرنسا في عام 1943م. كما اختير أستاذا للشريعة الإسلامية بكلية الحقوق في جامعة إبراهيم، وحصل على عضوية جماعة كبار العلماء في عام ١٩٥١، واختير عضوا في لجنة وضع مشروع الدستور الجديد عند تكوينها في العام الماضي.
وفي بداية عام 1954، اختير الشيخ عبد الرحمن تاج، الذي كان عضوًا في جماعة كبار العلماء، وأستاذ الشريعة الإسلامية في كلية الحقوق بجامعة إبراهيم، وعضو لجنة وضع مشروع الدستور، لتولي منصب شيخ الجامع الأزهر، خلفًا للشيخ السيد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر الذي تقدم باستقالته.
وتُعد أبرز انجازات الشيخ عبد الرحمن تاج بالأزهر، قرار إدخال اللغات الأجنبية ودراستها بالأزهر، وإصلاح الشئون الادارية ونظام الامتحانات، وخلال فترة شغله للمنصب تم الاتفاق علي إنشاء مدينة البعوث الإسلامية لتكون سكن للطلاب المغتربين الدارسين بالأزهر.
توفي الشيخ الإمام عبد الرحمن تاج في 20 من مايو عام 1975م.