تواصل الكتل السياسية العراقية استعادتها للمشاركة في الانتخابات المقررة في أكتوبر المقبل.
وفي تعليقه على سياق الانتخابات البرلمانية العراقية، قال الدكتور رائد العزاوي، أستاذ العلاقات الدولية: نحن الآن أمام مشهد يختلف عن السنوات الماضية، لدينا أكثر من ثلاثة آلاف مرشح بخارطة انتخابية وسياسية مغايرة، ولكن قولا واحدا فإن حكومة الكاظمي جادة في ثلاثة أمور؛ أولها موعدها المحدد. وثانيها ألا سلاح يمكنه أن يهدد سلامة الناخبين، والأمر الثالث والمهم جداً أنه لن يُسمح للدوائر الحكومية أن تُستغل من قِبل الأحزاب.
وأضاف: "قلت مسبقا إن المؤسسة العسكرية سواء قوات مسلحة أو شرطة مخابرات لا يسمح لها بالمشاركة في الانتخابات، بمعنى أنه لا يحق له التصويت أو الترشح، فالمؤسسة العسكرية للأسف الشديد ليس لديها عقيدة سياسية موحدة تمكنها أن تكون بمنأى عن التجاذب السياسي. فالمؤسسة بنيت على أساس التقسيمة السياسية والمحاصصة الحزبية، فلا تحمّلوا حكومة الكاظمي فوق طاقتها".
وتساءل العزاوي عبر مداخلة مع قناة الحدث: هل سيأخذ الصراع الانتخابي منحى التصفيات السياسية ومنحى التخندقات الطائفية مستغلة النفوذ في الدوائر الحكومية؟ وقولا واحدا: نعم هذا سيحدث، ولكن لن يتكرر وجود نفس الوجوه مرة أخرى لأسباب عدة؛ أولها ضعف الموقف الإيراني بعد مقتل سليماني، ثانيا أن هذه الأحزاب كشفت عوراتها وفقدت مصداقيتها بعد ثورة تشرين وافتقدت ثقة الشعب العراقي.
وأضاف العزاوي أن حكومة الكاظمي جرفت كثيرا من قدرات هذه الأحزاب من السيطرة على مفاصل الدولة، وأن المجتمع الدولي لم يعد يتقبل التعامل مع هذه الوجوه.
وبالنسبة لـ "التشرينيين" صرح العزاوي أنهم أخطأوا مرتين، الأولى أنهم لم يستطيعوا تشكيل جبهة حزبية قوية قادرة على أن تلقى دعماً شعبياً، وثانياً أن حتى من استطاع منهم تشكيل أحزاب فقد جاءت وكأنها حدائق خلفية لأحزاب قديمة.