الأحد 24 نوفمبر 2024

سيدتي

جيهان جادو تكتب: العمل عبادة

  • 6-5-2021 | 18:11

الدكتورة جيهان جادو

طباعة
  • دار الهلال

في شهر مايو من كل عام، وتحديدًا في الأول منه، يحتفل العالم أجمع بعيد العمال، ليس فقط لأهمية العمل في حياتنا، لكن أيضا لأن العمل في كل الديانات مقرر، وهو جزء من العبادات أيضًا، لأن الله تعالي يحب اليد العاملة .

والحقيقة أن للعمل فوائد كبيرة جدًا ليس فقط في بناء المجتمعات والنهوض بها، لكنه فعلًا يعزز ثقة الإنسان بنفسه ويعمل علي أن يكون لديه طاقه كبرى في التواصل المجتمعي والانفتاح على الآخر، بل يحقق فائدة مالية كبرى من خلال حصول العمال وأيضا كل فئات الطبقات العاملة علي مستحقاتهم المالية .
لكن إذا نظرنا لمشكلات عصرنا اليوم، والمتمثل في القوة الكبرى من قطاعات الخرجين من الشباب، ومع ضعف فرص العمل بعد تخرجهم، هذه هي المشكلة الكبرى الحقيقية بالنسبة لمجتمعاتنا العربية وتختلف من منظورها مع غيرها من الدول، فعلي سبيل المثال في الدول الأوروبية يوجد نسبة بطالة كبرى، ولا يجد معظم الشباب فرص للعمل في تخصصاتهم، لكن إذا عقدنا مقارنة بين تلك الدول ودولنا العربية نجد أن الشباب في أوروبا والدول الغربية لا يتعثرون مع تلك المشكلة، لكن يبحثون دومًا عن عمل بصرف النظر إذا كان تخصصهم أم لا. 
بل ويطورون من عملهم حتي تسنح لهم الفرصة بالحصول علي وظيفة مرموقة تتناسب مع قدراتهم الشخصية فنجد في سن 19 عاما أو أقل يخرج الشباب للحصول علي فرص عمل في أي مجال أو تخصص وأيضا يستأنف دراسته وكأن العمل هو جزء هام من الحياة اليومية التي بدونه تتوقف، بل حياتهم تترسخ في الاعتماد علي النفس وتطويرها مبكرًا.

إلا أن في مجتمعنا المصري وأيضا العربي نجد أن الشباب وأيضا الفتيات يمكثون تحت رعاية الآباء لسن متأخرة جدًا، وأيضا يعتمدون في حياتهم علي إنجاز دراستهم وبعد التخرج ينصدمون بالواقع لندرة فرص العمل في مجال تخصصاتهم .
وعندما يكون هناك فرص في مستوى أقل تواجه بالعزوف ويظل الشباب يبكون علي اللبن المسكوب وتعلو الشكوى من عدم وجود عمل مناسب . 

في حقيقة الأمر، أنا ضد الاستسلام للظروف وأن يلقي الإنسان ضعفه علي ظروف المجتمع بل اعتبره أيضا فشلا في تطوير الذات، فلماذا لا نعطي لأنفسنا الفرص الحقيقية، بأن نحب ما نعمل حتي نعمل ما نحب أنني مؤمنة جدًا بهذه الحكمة فأمامي العديد من النماذج الناجحة التي حققت نجاحًا كبيرًا في المجتمع بدون التعثر في حجر الظروف والمجتمع.

الاكثر قراءة