الخميس 2 مايو 2024

التعنت الإثيوبي بملف سد النهضة لا يزال مستمرًا.. خبراء: تدخل الجانب الأمريكي يشير إلى ضرورة الحل التوافقى

سد النهضة

تحقيقات6-5-2021 | 20:04

إسراء خالد

تمثل أزمة سد النهضة أهمية خاصة في المنطقة الإفريقية بأكملها، نظرًا لحجم الضرر الذي سيلحق بالأمن المائي للمنطقة في حالة تم الملء الثاني للسد، واستمرار الجانب الأثيبوبي على موقفه، وتعنته، غير مبالي بما سيتسبب به من أضرار.

 

وتسعى مصر والسودان إلى التوصل لحل سلمي فيما يتعلق بقضية السد، ويأتي استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي للمبعوث الأمريكي، جيفري فليتمان، في إطار جهود الدولة لحل القضية، والمحافظة على الأمن المائي، وذكر خبراء أن حل قضية سد النهضة يكمن في تراجع أثيبوبيا عن موقفها، والتنازل عن تعنتها.

 

الموقف الأمريكي

في هذا السياق، قال السفير علي الحفني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل المبعوث الأمريكي جيفري فليتمان، الخاص بمنطقة القرن الأفريقي للتباحث حول بعض الملفات الإقليمية في المنطقة، والتي يأتي على رأسها تطورات ملف سد النهضة الإثيوبي.

 

وأوضح الحفني في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن المبعوث الأمريكي أكد أن الإدارة الأمريكية جادة في حل قضية سد النهضة، نظرًا لأهميتها بالنسبة لمصر وللمنطقة، مما يحتم ضرورة التوصل لحل عادل يرضي كافة الأطراف، منوهًا بأن المبعوث الأمريكي سوف يزور في بداية جولته كل من السودان وأثيوبيا، وأريتريا لتفقد الأحوال بها.

 

وأكد أن هذا التحرك الأمريكي ينم عن ضرورة الاستماع، وخلق فرص للتواصل، والتفاهم بما يساهم في الوصول لحل وسط، والقضاء على تلك الأزمة، مشددًا على أن التوصل لحل في ذلك الملف لا يتوقف فقط على دور الولايات المتحدة، أو تدخل أي وسيط، بل يتوقف على قرار أثيوبيا والتنازل عن عنادها، ورفضها وجود أى وسيط، أو التراجع عن رغبتها في المضي قدمًا في مسألة الملء الثاني للسد، والتحكم في مياه النيل، والسعي لبسط نفوذها في المنطقة.

 

وأشار الحفني إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة عظمي يمكنها ممارسة أقصى ضغط ممكن، والذي يمكنها من الوصول إلى حل فيما يتعلق بالملء الثاني للسد، نظرًا لأن حل القضية يكمن في تراجع أثيوبيا عن عنادها، والاستجابة لمساعي الولايات المتحدة في وضع حل بشكل سلمي ينبع عن اتفاق لإنهاء هذا النزاع على أن يكون الاتفاق يشمل الأطراف الثلاثة، مصر، والسودان، وأثيوبيا، متنميًا أن تسفر جهود الجانب الأمريكي في حل تلك القضية، والتأثير على القرار الأثيوبي الذي لا يبالي بحجم الضرر الكبير الذي سيلحق بكلًا من مصر والسودان، في حالة تم الملء الثاني للسد.

 

الأمن المائي لمصر والسودان

وفي سياق متصل، قال الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن ملف سد النهضة يشكل أهمية كبيرة للمنطقة الإفريقية، نظرًا لحجم الضرر الذي سيلحق بكلًا من مصر والسودان، في حالة تم ملء السد للمرة الثانية، والتأثير سلبًا على الأمن المائي لكلا الدولتين.

 

وأوضح رسلان في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، للمبعوث الأمريكي، جيفري فيلتمان، الخاص بمنطقة القرن الإفريقي للتباحث حول قضية سد النهضة، يدل على الأهمية الكبرى للقضية، وضرورة الوصول إلى حل وسط، لا يتسبب في أي ضرر للأطراف الثلاثة، مصر، والسودان، وأثيوبيا.

 

ضرورة وجود تسوية عادلة

وأشار إلى ضرورة تقديم المبعوث الأمريكي للمضمون الذي يقول بأنه سيساهم في إجراء تسوية عادلة بين الأطراف الثلاثة، وتوضيح ما تستند إليه الإدارة الأمريكية من خطة يمكن أن تؤدي إلى الوصول لحل وسط، منوهًا بأن ذلك يعتمد على موافقة الأطراف الثلاثة على هذا الحل، لكي يكون حلًا سلميًا نابعا عن اتفاق وتفاهم، ولكن تعنت الموقف الأثيوبي لا يبشر بذلك.

 

وأكد رسلان أن الولايات المتحدة قادرة على حل النزاع فيما يتعلق بسد النهضة، نظرًا لأنها قوى عظمي يمكنها ممارسة كافة الضغوط التي ترى أنها ستساهم في حل تلك الأزمة، والتأثير على الجانب الأثيبوبي الذي يرغب في السيطرة على مياه نهر النيل، وبسط نفوذه في المنطقة.

 

وشدد على أن حل قضية سد النهضة يكمن في تنازل الجانب الأثيوبي عن تعنته، ورغبتها في الملء الثاني للسد، بصرف النظر عما ستلحقه من أضرار بالأمن المائي لكل من مصر والسودان، متمنيًا أن تسفر جهود الجانب الأمريكي عن إيجاد حل وسط لتلك القضية يرضي جميع الأطراف، للتأكد من إغلاق الملف تمامًا، وعدم تضرر أي من الدول الثلاثة.

Dr.Randa
Dr.Radwa