للدكتور الطبيب وسيم السيسي ذلك الربط المنطقي والمعمق مابين أي حدث يحدث للمصريين اليوم، وكيف كان يتعامل معه  أجدادنا القدماء، بكل ماكان لديهم من حكمة وحضارة سباقة منذ الأزل.

يواجه المصريون العديد من التحديات اليوم بداية وباء الكورونا، ومرورا بإشكالية سد النهضة، وذلك التوتر المتاخم لحدود  الدولة من كل صوب.

ولأنه ليس جديدًا على مصر والمصريين مواجهة الصعاب بل وتخطيها، حاورت "دار الهلال" الدكتور وسيم السيسي  من استحضار روشتة علاج مصرية خالصة تعايش معها المصري القديم ليتخلص من الوباء وينقذ النيل ويحفظ أرضه على  مر الزمن .

فإلى نص الحوار:

**بداية.. كانت كيف واجه أجدادنا المصريين الأوبئة التى تعرضوا لها؟ 
كان الطاعون هو الوباء الأكثر فتكا في مصر القديمة ولذا قدس المصريون القدماء القطط لأنهم لاحظوا أن مع كثرة  وجود القطط في أي منطقة كان يخف وجود الطاعون، وعلموا منذ الأزل أن الفئران هي الناقل لهذا المرض والمسبب له لذا  أطلقوا على القطط مبعوثة العناية الإلهية، وبكل أسف وهو ماذكره سيجموند فرويد وكان صهيونيا حتى النخاع وقال عقدة  اليهود الأزلية هي الحضارة المصرية، واتهمونا أننا نعبد القطط ولكن الرد على ذلك بسيط هو من يعبد مخلوق يأخذ أمعاؤه  ويصنع منها خيوط تساعده في العمليات الجراحية.

  
قدس المصري القديم القط ولكن لم يعبده كان ومازال المصري يؤمن بوجود إله واحد ، والطريف في الأمر أن في مصر القديمة وقت وجود الرومان ظهرت قديسة مصرية كان اسمها كورونا وكانت شفيعة  للمصريين ضد الأوبئة وهي مصادفة غريبة أن يحمل الوباء ذات اسم القديسة المباركة. 

كذلك واجه المصريون وباء الكوليرا بعدم الخوف والحزن وكان لديهم هذا الإيمان العميق والكبير بالحياة بعد الموت والذي  خلق لدى المصري القديم هذا السلام النفسي، وكان الفلاح المصري الفصيح هو من يحث الحاكم على العدل ومحاربة الفساد ،ويقول له: لسانك هو المؤشر ويداك هي كفة الميزان، كان أيضا هناك تعزيز لمكانة المرأة المصرية يعني لو سيدة ذهبت  تشتكي من زوجها أنه ضربها أو أهانها للمحكمة المصرية القديمة أول مرة يتم إنذاره وثاني مرة يجلد وثالث مرة يخلع.
   
وكان الخلع موجودا في وثيقة الزواج تقول الزوجة لزوجها في الوثيقة اذا هجرتك سأرد لك أموالك ، كان العدل والإيمان يغمران مصر القديمة وكان البعث بالنسبة لهم هو الخروج إلى النهار وكانت الدنيا دار ممر والحياة الفعلية  هي بعد البعث !كل واحد يعد نفسه في هذه الحياة ما بعد الموت بما يحفظ له سعادته وسلامه النفسي على الأرض.

 

  
والله عزوجل تحدث إلى موسى باللغة المصرية القديمة ونبي الله إدريس ظهر وكان موحدًا بالله، إذن كان المصري موحدا بالله وهو  ما تحدث عنه عباس العقاد ومفكري مصر والعالم هذا التوحيد الذي كان منذ ظهور الأسرة الأولى.

وإذا أردت الواقع، تكمن قوة  الجهاز المناعي الإنسان في إيمانه وقوة عزيمته وسلام نفسه وابتعاده عن الحزن والغضب والحقد، والعجب أننا نجد اليوم  أناس منعزلين عن الدنيا خوفا من الكورونا، ورغم ذلك يصابون بالمرض لأن لديهم خوف وقلق ولا يوجد ذلك السلام  والإطمئنان النفسي.

** ما أبرز المشاكل التي واجهت المصريين تاريخيًا إزاء نهر النيل؟
  
لم يعطش المصريون في تاريخهم أبدا، وكان النيل على مر التاريخ هو الإنقاذ لهم، وهو مايتضح في حوار بين أوزوريس  وأمنحوتب هذا الحكيم العظيم، حيث طلب منه روشته لكيفية القضاء على الثالوث الفاسد وهو دولة الفقر والجهل والمر  فأجاب أمنحوتب وقال عن طريق نهر النيل فقال له أوزوريس كيف؟ الماء للشرب والطمي للزراعة ووحدات البناء والحضارة نقضي بذلك على الفقر، وكيف نقضي بالنيل على الجهل رد وقال  له: أوراق البردي نكتب عليها، حيث تأتي كلمة paper ورق في الإنجليزية مشتقة من كلمة البردي، وأقلام البوص نكتب بها  ونبات النيلة الذي يخرج حبر أزرق نكتب به .

 

 

 

أما كيف نقضي على المرض، فأجابه قائلا: الماء للنظافة والسباحة والرياضة والنباتات العشبية حول النيل نتداوى بها،  هنا قال أوزوريس مقولته الشهيرة: (إذا صح النيل صحت مصر، وإذا مرض النيل مرضت مصر).

مصر لم تعطش من قبل، كان هناك بعض العوائق الجغرافية صخور ممكن تقع تحجز بعض مياه النيل بسبب الطبيعة، ولدينا  بردية يأمر الملك الجيش بأن يذهب ويخلص مياه النيل من أي عوائق تعوقه حتى يجري النيل، وفكرة السدود جديدة علينا، وهذا تفكير من الصهيونية العالمية لأن مصر هي العقدة لديهم .

كلي ثقة أنه لن يقف أمام المصريين أي سد، وأننا سنعالج الموضوع وسنحمي حصتنا في النيل ، فلدينا مخزون حضاري قوي حطمنا خط بارليف المزعوم، وهذا المثال مخزون لدى المصريون لاسترجاعه إلى ذاكرتهم للتغلب  على أي شدة، كذلك ما ظهر في 30 يونيو، وخروج المصريين وتظاهرهم ضد الإخوان، هذا أيضا مخزون في التاريخ  المصري للتغلب على الصعاب، لأن العبقرية المصرية هي التي تتجلى بشكل مغاير عن الطبيعي وقت الصعاب .أعتقد أنه  ستحدث مفاجأة من المخابرات العامة وبشكل لم يكن في حسبان إثيوبيا.

والحقيق لقد اطلعت بنفسي على خرائط لدى شخص أثق فيه تثبت حق مصر والسودان في المنطقة التى تم بناء السد بها  !ومن الممكن جدا مصر والسودان تطالب باسترداد هذه الأرض، والمفاجأة كان خيرت الشاطر يساوم من يملك هذه الخرائط  للاستحواذ عليها !
ولكن في كل لاأحوال أثق في قدرتنا وقوتنا وجيشنا، التاريخ قال كده، وهو ما سينقذ مصر من سد النهضة.

 

** ماذا تشاهد من مسلسالت رمضان ؟
أشاهد مسلسل الاختيار، ورغم أني عايشت كل هذه الأحداث إلا أنني عندما أشاهد المسلسل أفكر كيف كنا سنقع في هذه  الحفرة طول عمرنا، وكيف كان إنقاذ مصر على يد رجالها المخلصين الأبطال، ولولا ذلك لكنا في مكان آخر ولوصلنا إلى ما وصلت إليه دول كثيرة بالمنطقة ولكن الحمد لله لم يحدث ولن يحدث.