تحل اليوم الذكرى الـ19 على رحيل الفنان الكبير أحمد مظهر، والذي لقب بفارس السينما المصرية.
ولد الفنان أحمد مظهر في 8 أكتوبر عام 1917، بحي العباسية بالقاهرة، وكان يجاوره العديد من أصحاب الفن والثقافة ومنهم موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، والأديب نجيب محفوظ.
التحق بمدرسة الحربية، وكان من أشهر زملائه الرئيسين الراحلين أنور السادات وجمال عبدالناصر، والمشير عبدالحكيم عامر، وكمال الدين حسين، وثروت عكاشة.
شارك أحمد مظهر في كثير من الحروب منها الحرب العالمية الثانية، وحرب فلسطين عام 1948، عرف بتفوقه الرياضي وترقى في المناصب حتى تم تعيينه قائدا لسلاح الفروسية باجيش المصري.
قرر أحمد مظهر أن يترك عمله بالجيش ويعمل بالتمثيل، وبالفعل قدم استقالته من منصبه، وتعاون مع المخرج الكبير زكي طليمات وأدى أول أدواره الفنية بمسرحية "الوطن" عام 1948.
حقق أحمد مظهر نجاحا كبيرا في مجال المسرح، مما شجعه لدخول مجال السينما، وكان أول أعماله السينمائية فيلم "ظهور الإسلام" وبعده دور "البرنس علاء" بفيلم "رد قلبي" مع النجوم شكري سرحان ومريم فخر الدين وصلاح ذو الفقار.
أثبت براعته الفائقة على تجسيد الدور والتمكن الشديد من أدائه، والإلمام بجميع تفاصيله، وكانت بداية نجاح كبير له في عالم السينما.
جسد أحمد مظهر العديد من الأفلام التاريخية التي مثلت نقلة في تاريخ السينما المصرية، منها فيلم صلاح الدين الأيوبي وغيرها من الأفلام التاريخية، كما برع في الكوميديا مع الفنان عادل إمام وقدما فيلم "لصوص لكن ظرفاء"، وغيرها من أفلام الكوميديا منها "الجريمة الضاحكة"، والعتبة الخضراء.
قدم العديد من المسلسلات التلفزيونية، منها ضمير أبلة حكمت، وضد التيار، العرضحالجي، عصر الفرسان.
من أصعب المواقف في حياته حينما ترك مسدسه الخاص وبه طلقات حية، وعندما جاء صديقه ليزوره، كان طفله الصغير يلعب بالمسدس، وأطلق عليه عدة طلقات، أسقطته قتيلا في الحال، مما تسبب لأزمة نفسية كبيرة للفنان أحمد مظهر.
وفي سنواته الأخيرة، قامت الدولة بأخذ نصف مساحة الفيلا الخاصة به للدخول في الطريق الدائري، وبالفعل تم هذا الأمر ورفض أحمد مظهر الحصول على أي تعويض، مما سبب له أزمة نفسية كبيرة، خاصة أنه كان يزرع بها النباتات النادرة ويباشرها بنفسه، ويقضي بها وقتا كبيرا.
ورحل الفنان الكبير عن عالمنا في 8 مايو عام 2002 ، بعد صراع مع المرض، وتاركا خلفه رصيدا كبيرا من الأعمال الفنية التي مثلت علامة فارقة بالسينما المصرية.