الأحد 19 مايو 2024

صناعة تاريخية ولكل حدث فانوس.. «بركة الفيل» أقدم ورش لتصنيع الفوانيس بالقاهرة (صور وفيديو)

صناعة الفوانيس

الهلال لايت 9-5-2021 | 22:54

كتب/ ندى محمود تصوير/ أسماء المصري

ظهر في عصر الفاطميين، وارتبط بشهر رمضان المبارك، تتميز به المصريون، وأبدعوا فيه، وأصبحوا من أكبر مُصدريه، وصنعوا لكل حدث فانوسًا، مثل فانوس التروماي، وفانوس الملك، وفانوس محمد صلاح، وغير ذلك.

واشتهرت منطقة بركة الفيل بالسيدة زينب، بتصنيع الفوانيس اليدوية، والتي تعمل في كافة أنواع الفوانيس "الصاج" و"الخشب"، منذ عشرات السنين، وأبدعت ورشها في تصنيعه على أعلى مستوى، وتوزيعه على كافة محافظات الجمهورية، وفي بعض الأوقات تصديره لدول أخرى.

طراز الفانوس المصري

إذا تحدثنا عن فانوس رمضان، فيطرق أذهاننا الفانوس المصري الأصيل، خاصة بمنطقة السيدة زينب، والتي عشقت صناعة الفوانيس يدويًا منذ عشرات السنين، هنا فقط في شارع نور الظلام ببركة الفيل، ولكل حدث فانوس، ولكل فانوس قصة وحكاية.

وتعتبر منطقة بركة الفيل من أقدم المناطق التي عرفت صناعة الفانوس في مصر؛ فعندما تطأ قدماك هذه المنطقة العتيقة، تشتم روائح عبق الزمن، وتتلألأ في عينيك ألوان وأشكال من الفوانيس، لا ترتبط فقط بشهر رمضان المبارك، ولكنها ترتبط بأرواح المصريين، طالما عشقوها، وربطوا صناعتها بكل حدث جديد، حتى أصبحت تلك المهنة، ليست فقط مجرد حرفة، ولكنها جزءٌ من التراث، توارثته الأجيال.

لكل حدث فانوس

يقول عم سلامة أحد صانعي فانوس رمضان بمنطقة بركة الفيل بالسيدة زينب: "صناعة الفوانيس صناعة لها تاريخ؛ نظرًا أن لكل حدث تاريخي له فانوس، ففي وقت ظهور التروماي صنعنا فانوس على شكله، وعلامة النصر أيضًا،وتاج الملك، والبرلمان، هي صناعة تخطى عمرها 100 عام وأكثر، ولم تتغير".

وتذكر عم سلامة، والذي عاش في تلك المنطقة، وغاص في صناعة الفوانيس، وقتما بدأوا في صناعة فانوس على شكل قناة السويس، حينما بدأ المصريون في الحفر، وأيضًا على شكل مراكب في البحر، مؤكدًا أن بعضها قد يصل إلى متر ومترين ونصف، على الرغم من أنها في البداية كانت أصغر من ذلك، ولكن مع تغيير الشكل وطريقة الصناعة واحتياجات المواطنين، وأصبح لها أحجام مختلفة وكبيرة.

تاريخ صناعة الفوانيس

صناعة فانوس، ليست جملة عادية؛ فعندما تدقق النظر في كل بيت مصري، ترى فانوس على شكل كل ما هو مهم في حياة المصريين؛ فانوس على شكل لاعب كرة القدم محمد صلاح، وآخر على شكل برج القاهرة، وهناك فانوس على أشكال فنانين بارزين، وغير ذلك.

ويقول أحمد حنفي أحد صانعي الفوانيس: "الفانوس كانت بدايته من زمن الفاطميين، كما قيل لنا من الذين كانوا قبلنا، وتربينا عليه ،والفانوس مقاسات كثيرة من بداية 10 سم حتى 2 متر ونصف".

مراحل التصنيع لفانوس رمضان

ولفانوس رمضان اليدوي طابع خاص، وأيضًا طريقة مختلفة في التصنيع، تبدأ بتقطيع الزجاج، ثم الدهان، ثم القص والتشكيل، وبعد ذلك اللحام، هكذا قال عم سلامة، والذي أكد أن الفانوس قديمًا كان يحب المصريون أن يضعوا فيه شمعة، ولكن مع مرور الوقت تطور، وأصبح له أشكال عديدة، منها ما يتصل بالكهرباء وآخر بالبطارية وغير ذلك.

بينما أكد أحمد حنفي، أنه يقوم بتقطيع الزجاج على شكل ومقاسات محددة بالمللي، وذلك له قياسات خاصة على حسب شكل الفانوس وطوله، وأيضًا بعد تحديد الخامة التي سيُصنع منها".

فانوس رمضان سوق العرض والطلب

ولفت عم سلامة إلى أن لسوق فانوس رمضان مواسم، وهو أيضًا سوق عرص وطلب مثل أي سوق، وهو ما يتعرض أحيانًا لحالات ركود وأخرى انتعاش، والتي تزيد في المواسم مثل شهر رمضان المبارك وغير ذلك.

وعن الفانوس المستورد، لفت أحمد حنفي إلى أن المصريين لا يميلون إلى شراء الفانوس الصيني المستورد، فلا يجدون فيه طابعًا مصريًا أصيلًا، ولا يشتمون فيه عبق الصناعة القديمة، ويحبون شراء الفانوس المصري اليدوي أكثر حتى من الفانوس الذي يتم تصنيعه في المصانع.

الأوضاع بعد الكورونا

لا شك أن سوق الفانوس المصري تأثر بأزمة كورونا مثل أي سوق آخر محليًا؛ حيث كشف أحمد حنفي عن أن الصناعة تعرضت لوعكة شديدة بحلول أزمة انتشار فيروس كورونا في مصر والعالم، وهو ما أثّر على حجم المبيعات والتصنيع لديهم.

وقال عم سلامة: "هذا هو فانوس رمضان بهجة كل عام، فالناس تشتري في رمضان، وتكون حسب الرزق، ليس لها علاقه هو فانوس واحد فقط في رمضان".