خطوات جادة بدأتها الدولة المصرية ممثلة في وزارة الصحة لبدء تصنيع لقاح كورونا محليا في مصر، وذلك بعد الاتفاقيتين التي وقعتهما مع الجانب الصيني لتصنيع لقاح سينوفاك ونقل تكنولوجيا التصنيع، وهي خطوة وصفها أطباء بأنها تحمل أهمية كبرى لتوفير احتياجات المصريين منه في وقت قصير، إلى جانب بدء تصديره للدول المجاورة.
وأكد الأطباء أن هذه الخطوة ستؤدي لنقل تكنولوجيا تصنيع اللقاحات إلى مستوى أعلى في مصر، وزيادة تلبية احتياجات المصريين منه، مشددين على أن اللقاح آمن وفعال ولم يثبت له أي أعراض جانبية خطيرة لا في مصر ولا خارجها، وبالتالي فيجب على الجميع عدم الانسياق وراء المعلومات المغلوطة والحصول عليه للحماية من الفيروس.
يغطي احتياجات المصريين
وفي هذا السياق، قال الدكتور أشرف عقبة، رئيس قسم المناعة والباطنة، بجامعة عين شمس، إن تصنيع لقاح كورونا في مصر، يعد أحد الإنجازات الكبرى، لأن وجود مصانع مصرية قادرة على إنتاج اللقاحات، سيغطي احتياجات المواطنين في وقت قصير، كما سيعطي الفرصة لتوفير احتياجات الدول المجاورة في القارة الإفريقية.
وأوضح في تصريح لـ"دار الهلال"، أن هذا الإنجاز سيعمل على نقل تكنولوجيا صناعة اللقاحات إلى مستوى أعلى، وإنتاج كميات ضخمة من اللقاحات في مصر، مضيفا أن هذا الأمر سيكون مفيدا، مشيرا إلى أهمية استجابة المواطنين لتلقي اللقاح، وخاصة أنها أثبتت قدرتها على تقليل وفيات كورونا بنسبة عالية جدا، تتجاوز 99%، وكذلك تقليل دخول المستشفيات للحالات الشديدة بنسبة تتجاوز 95%، فضلا عن أنها تقلل الإصابة بالأعراض البسيطة بنسبة بين 70% و99%.
وأكد عقبة أن اللقاح هو الاحتياج الحقيقي في الوقت الراهن للتصدي للجائحة، وبدء تحجيمها، وكل ما يثار من معلومات عن أعراضه غير صحيح، فاللقاح يقلل من حالات الإصابة ويساعد أن يعود الناس إلى حياتهم الطبيعية العادية، دون إجراءات استثنائية، موضحا أن مصر يمكنها أن تصبح مركزا لتصنيع لقاح كورونا في القارة الإفريقية.
وأشار إلى أن وزيرة الصحة زارت مصانع المصل واللقاح المصرية، وتأكدت من جاهزيتها وقدرتها على إنتاج اللقاحات، ويتبقى بدء نقل التكنولوجيا والحصول على المواد الخام التي تمكننا من تصنيع اللقاح، على نفس المستوى من الجودة والكفاءة في أي دولة في العالم.
لقاحا كورونا آمن
فيما قال الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن مصر تسعى لأن تكون مركزا لتصنيع وتصدير لقاحات كورونا لأفريقيا، حيث سيتم بدء تصنيع لقاح كورونا محليا في مصر بنسبة 100%، مضيفا أن هناك خطوات جادة في هذا الصدد حيث بدأ توريد ألف و400 لتر مادة خام تكفي لتصنيع 2 مليون جرعة.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه وفقا للتصريحات الرسمية فإن أول إنتاج مصري للقاح سينوفاك الصيني في نهاية شهر يونيو المقبل، هذا إلى جانب شحنات الجرعات التي ستتسلمها مصر خلال الفترة المقبلة ومنها 500 ألف جرعة من اللقاح خلال هذا الأسبوع، مشيرا إلى أنه خلال مايو الجاري وصل مجموع شحنات لقاحات كورونا التي تسلمتها مصر إلى 4.4 مليون جرعة.
وأكد بدران أن قرار منظمة الصحة العالمية الموافقة على الاستخدام الطارئ للقاح سينوفارم الصيني، هو خطوة هامة ستفيد العالم العربي، حيث يفتح هذا القرار إمكانية إدراج لقاح سينوفارم في برنامج كوفاكس المدعوم من الأمم المتحدة في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، ومن ثم توزيعه من خلال اليونيسف والمكاتب الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية.
وأشار إلى أن هناك إقبالا خلال الفترة الحالية من المواطنين والأطقم الطبية على تلقي لقاح فيروس كورونا، مضيفا أن اللقاحات هي أمل البشرية وتنقذ حياة المواطنين لكن لا تغني عن التدابير الوقائية، لكن الخوف منها غير مبرر، وخاصة أن الآثار الجانبية نادرة للغاية لم يتم العثور عليها على خلال التجارب السريرية.
وأضاف أن اللقاحات هي خطوة فى خارطة الطريق للقضاء على كورونا، لكن هذا الأمر لا يغني عن التدابير الوقائية في مواجهة هذه الجائحة، مشيرا إلى أن لقاح سينوفارم الصيني، أثبت فاعلية فى التجارب الإكلينيكية تصل إلى 89% في إنتاج أجسام مضادة، و99% حماية من الإصابة، و100% حماية من ظهور الأعراض العنيفة والحرجة.
وأشار إلى انه لم تظهر على الذي حصلوا على اللقاح سواء في مصر أو خارجها أي أعراض جانبية خطيرة، وإنما الأعراض التي سُجلت كانت سخونية وتكسير عظام، وهي أمر طبيعي مع أي لقاح يتم الحصول عليه لأي فيروس غير كورونا، مثل أي أعراض تظهر مع تطعيمات الأطفال.
وشدد على أن اللقاحات آمنة، حيث أعطت الصين اللقاح لملايين من المواطنين ولم تظهر عليهم أي أعراض جانبية تذكر، مشيرا إلى أن اللقاحات ستساعد على خلق المناعة المجتمعية، والوصول إليها يتطلب تطعيم 70% من السكان، إذا كان اللقاح فعالا بنسبة 100% لمنع انتقال العدوى، أو تطعيم 80%من السكان إذا كان اللقاح فعالا بنسبة 80% لمنع انتقال العدوى.
2 مليون جرعة بنهاية يونيو
وفي تصريحات لها أمس، أكدت الدكتورة هالة زايد وزير الصحة، قدرة وجاهزية مصانع شركة "فاكسيرا" على إنتاج لقاحات فيروس كورونا، حيث تستقبل مصر الشحنة الأولى للمواد الخام الخاصة بتصنيع لقاحات "سينوفاك" بداية من يوم 18 من شهر مايو الجاري، لبدء التصنيع في مصر، موضحة أنه من المتوقع الانتهاء من تصنيع 2 مليون جرعة بنهاية شهر يونيو القادم.
وأشارت وزيرة الصحة إلى أنه تم توقيع اتفاقيتين مع الجانب الصيني، الأولى لتصنيع لقاح "سينوفاك" من خلال شركة فاكسيرا بالتعاون مع شركة "سينوفاك" الصينية، والأخرى لنقل تكنولوجيا التصنيع، موضحة أنه من المقرر إنتاج 40 مليون جرعة من اللقاح خلال السنة الأولى من توقيع اتفاقية التصنيع.