الثلاثاء 23 ابريل 2024

«الاختيار 2» أهم هدايا كورونا في رمضان للجالية المصرية بهولندا

مقالات10-5-2021 | 20:19

للعام الثاني على التوالي الجالية المصرية بهولندا تستقبل العيد على إيقاع الحياة كما فرضه كورونا، كما قضت شهر رمضان على نفس الإيقاع، حيث أحيت كل أجواء وطقوس رمضان في البيت، مثل صلاة التراويح، ومنع حفلات الإفطار الجماعية، وبدلا من اقتسام فرحة ودفء أجواء رمضان، جلس كل في بيته واستمر التباعد مراعاة إلى مسافة الأمان، والبديل المتاح وبفضل التكنولوجيا كان التواصل من خلال رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

على الرغم من صعوبة إجراءات كورونا إلا أنها كانت فرصة لتجمع العائلة المصرية بالخارج حول التليفزيون المصري كما تجمعت حول مائدة الإفطار، حيث حرصت الأسرة المصرية على متابعة مسلسلات رمضان وبشكل خاص مسلسل الاختيار سواء الجزء الأول أو الثاني.

 ولعل الجزء الثاني من مسلسل الاختيار بطولة كريم عبد العزيز وأحمد مكي، فرق كثيرا مع أبناء الجيل الثالث والرابع، والذين سمعوا عن جماعة الإخوان المسلمين المصنفة إرهابية في مصر ودول عربية، من خلال قصص وروايات مغلوطة تم كتابتها بمختلف اللغات ونشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، كما قرأ أيضا ما كتب عنهم في الصحف الهولندية و الأوروبية التي حاولت إظهار الجماعة بمظهر المظلوم المعتدى عليه، ولكن بمجرد مشاهدة الحلقات الأولى من مسلسل الاختيار 2 استوعب الشباب أن الحقيقة مخالفة لكل ما سمعه من الإعلام الإخواني الموجه، وأن كورونا أعطت فرصة للشباب للتعرف على بلادهم وما تتعرض له مصر من مؤامرات خارجية بعد متابعة كل حلقة زاد شعور الشباب بالصدمة من جرائم الإخوان، ومن قدرتهم ومن يقف خلفهم على مغالطة الحقائق، وتأكدوا أن تصنيفهم بأنهم جماعة إرهابية حقيقة لا يختلف عليها أحد.

كما بثت روح الوطنية في قلوب الشباب وزاد الشعور بالانتماء للوطن، وأصبحوا يبحثون بأنفسهم عن الصلة الوثيقة بين ما حدث في مصر من إرهاب وما حدث في أوروبا وأمريكا ودول العالم المختلفة واكتشفوا أن داعش والإخوان وكافة المنظمات الإرهابية، وجوه لعملة واحدة ولديهم نفس الأهداف والعدوانية وعدم السلمية بل تفكير دموي كاره للآخر، كما أن المسلسل وثق أحداث حقيقية عاشتها مصر في فترة حكم الجماعة الإرهابية، وبعد إسقاط نظامهم بإرادة الشعب، وأعمال العنف والشغب المنفذة بأيديهم، لمحاولة إسقاط البلاد، وفض اعتصام رابعة العدوية، ما يوثق له المسلسل وتسبب في توضيح الرؤية لجميع المشككين، وخلق حالة من التوحد والوطنية بين الشعب أجمع على قلب واحد في حب مصر، مثلما حدث في الجزء الأول منه.


كما استوعب الشباب، أنه كان ممكن أن يتغير مصير مصر أو ينحدر إلى اتجاه مظلم، مقارنة بالوضع الحالي المزدهر، والنتائج التي كانت تترتب على هذا الحدث «اعتصام رابعة العدوية»، لولا تدخل القيادة السياسية وفضه.

 وساعد المسلسل في إظهار المشهد كاملًا أمامهم؛ فالدراما عيشت الناس جوه الحدث، في حبكة درامية تعايشوا معها جعلتهم يرون الأوضاع السياسية والاجتماعية وقتها، وضرورة تدخل القيادة السياسية لفض هذا الاعتصام، والذي كان خلفه أهدافًا خبيثة، فضلا عن ترسيخ المسلسل لبعض المفاهيم عن لسان أبطال المسلسل، والتي ظهر تأثيرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتداولها الشباب الآن.

تأثير الأعمال الدرامية على المشاهدين مقارنة بالكتب


الشباب أكد أن التاريخ المكتوب أو الندوات والحديث التليفزيوني لا يوصل أى منهم الإحساس كاملًا للقارئ، على عكس الصورة المرئية، والتي استُخدم فيها الفن الحقيقي الهادف، والذي يؤثر على المشاهدين، ما ظهر على المواطنين بالنظر إلى مصر الآن، ومقارنة الوضع الجاري بالأحداث التي يسردها مسلسل الاختيار 2، وكذلك توضيح أسلوب الفض الذي كان يروج له البعض بأحاديث مغلوطة.

ولذلك الاعتماد على الوثيقة في البناء الدرامي من الأمور الهامة في مسلسل الاختيار بجزأيه الأول والثاني، وكذلك مسلسل هجمة مرتدة ومسلسل القاهرة كابول، حيث تدعم الدراما، ما يجعل هناك زيادة في درجة المصداقية، وذلك أفضل من الاعتماد على وجهة نظر كاتب أو مخرج بل الاعتماد على الوثائق المعتمدة.

Dr.Randa
Dr.Radwa