رائحة الشكولاتة، أو طعم البطاطس المقرمشة بمختلف الأطعم كالفراخ، والجمبري، والجبنة المتبلة، والكباب، والفلفل الحار، وغيرها من الإضافات الشهية التي تجذب جميع الأعمار ولاسيما الأطفال، بالإضافة إلى العصائر بأنواعها المختلفة التي نشتهيها؛ بسب ذلك الطعم المميز، هل نعلم مصدر تلك الروائح الجذابة؟، وهل هى منتجات طبيعية أم صناعية وبها مواد كيميائية، وما تأثيرها على صحة الإنسان، ولماذا صاحب ظهور نكهات مختلفة انتشار العديد من الأمراض؟، لم نتساءل يوما عن مصدر رائحة الليمون القوية وغيرها من الروائح التي تصاحب الطعام أو العصائر المصنعة، ولا نعلم لماذا تظهر الحساسية المفرطة على جلد الانسان، ولماذا يتلف الكبد، وما أسباب أمراض الأطفال المتزايدة والمتلاحقة، مثل: عسر الهضم، والصرع والإمساك وآلام المفاصل؟.
تسببت فى ظهور الأمراض
في هذا الصدد، أكد أطباء على خطورة هذه المكسبات، وما تسببه من أمراض خطيرة وسرطانات والتهابات في الكبد، نتيجة المواد المضافة في تصنيعها. خطورة على الكبد.
من جانبه، قال الدكتور محمد وليد، أخصائي أمراض الهضم والكبد، إن مكسبات الرائحة لفتح الشهية تسببت فى ظهور الأمراض وأنواع مختلفة من السرطانات دون معرفة أسبابها ومعرفة مصدرها، وأمراض أخرى بدأت تظهر مع زيادة استخدام مكسبات الطعم.
وأكد وليد في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن هذه المواد المصنعة تسبب آلام المفاصل، وخلل فى الكبد وتؤثر على وظائفه وقد تسبب التهاب كبدي؛ لأن الكبد يعجز عن التعرف على تلك المواد فلا يمتص السموم الموجودة بها مما يؤثر على دوره فى معالجة السموم، مشيرا أن تراكم الأمونيا الصادرة من تلك المواد الصناعية يؤثر على المخ مما قد يسبب غيبوبة كبدية وكل ذلك يحدث على فترات طويلة من تناول مواد المضافة، فتلك المكسبات تدمر خلايا الكبد إذا لم يمكنه التخلص منها.
وتابع أنه بدأت الإضافات والمواد الحافظة على المواد الغذائية كمواد عضوية من أصل طبيعى مثل الكركم وغيره من المواد الطبيعية المفيدة التي لا تسبب أي ضرر على صحة الإنسان، لكن شرع الإنسان في تطوير تلك المواد، واتجه نحو الكسب المادي وغير من نفسه فاستخدم إضافات جديدة، وألوان صناعية كاستخدام لون الأصفر فى عصير برتقال؛ لجذب انتباه الناس للشراء.
وأضاف أن الإفراط في استخدام المواد الصناعية جعل استخدام المواد العضوية الطبيعية أمرا نادرا مما أدى إلى ارتفاع أسعار الأطعم الطبيعية، وبالتالي اتجه المصّنع لاستخدام تلك المواد الكيمائية الضارة؛ لجذب المستهلكين.
خط الدفاع الأول
قالت الدكتورة أمل مسعد، أخصائية أمراض جلدية، إنه يبدأ ظهور تأثير مكسبات الطعام من الجلد حتى الخلايا داخل جسم الإنسان، فلا يقتصر تأثيرها على الكبد فقط، لافته أنه يبدأ ظهور تأثير مكسبات الطعام من الجلد حتى الخلايا داخل جسم الإنسان، فلا يقتصر تأثيرها على الكبد فقط، مشيرة أن مكسبات الطعم تؤثر على جلد الإنسان الذي يعتبر خط الدفاع الأول فى جسم الإنسان.
وأوضحت مسعد في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن تأثير مكسبات الطعم لا يسبب دائماً حساسية عند الأطفال، بل فقط مع بعض الأجسام التي تعاني من من الحساسية، وتتمثل خطورة مكسبات الطعم فى تأثيرها على أجهزة الجسم الداخلية وليس على الجلد، بالإضافة إلى تأثيرها على جهاز المناعة ومدى قدرته على مواجهة الأشياء الضارة.
وأكدت أن أي نوع من الطعام يمر من فم الإنسان تتم تنقيته بواسطة الكبد، لكن إضافات الطعام ومكسبات الطعم تترسب على الكبد؛ لأنه لا يستطيع امتصاصها، وتبدأ تتزايد كمية المواد الغريبة، وبالتالي يفشل الكبد فى القيام بدوره فى امتصاص الطعام، مما يسبب تلف فى الكبد، موضحةً أن المواد الحافظة واللحوم المصنعة تتسبب فى تعطيل جزء من الكبد، كما تقوم بتدمير الكبد وتسبب دهون كبدية.
المغص والإمساك والإسهال
أكد الدكتور محمد كمال، أخصائي الأطفال، أن مكسبات الطعم لها تأثير ضار على الأطفال، فإن الأطفال يتناولون العديد من الحلويات والعصائر التي تسبب سوء الهضم لدى الأطفال، وتسبب تأثيرات خطيرة فى الكبد وسوء امتصاص الطعام وضعف عام للطفل؛ نتيجة الأدوية المعالجة لمخاطر مكسبات الطعم، موضحا أن تلك المخاطر يزيد تأثيرها على الطفل؛ لأنه فى مرحلة تكوين أجهزة الجسم الداخلية، حيث أن الطفل فى مراحل تكوين الجسم الأولى، يتكون الجهاز الهضمى، وعند تناول المزيد من الحلويات يؤدى إلى ضعف وإصابة الطفل بمشكلات فى الهضم والأعصاب مما قد يؤدي إلى صرع وضعف فى المناعة.
وأشار أخصائي الأطفال إلي أن مكسبات الطعم تسبب تغيرات وخطورة على الأمعاء، مثل: المغص والإسهال والإمساك وصعوبة فى هضم الطعام؛ بسبب المواد الغريبة المضافة للطعام، ويمكن أن تسبب فرط فى الحركة وطاقة زائدة عند الأطفال، وعلى المدى الطويل تسبب مشكلات فى الجهاز التنفسى كالربو وغيرها، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من السرطان.
وأوضح كمال في تصريح خاص لـ"دار الهلال"، أن منظمات الصحة العالمية بدأت تضع القيود والمعايير المطلوبة عند استخدام المواد الصناعية، وحذرت من تلك المواد كونها تؤدي إلى أمراض خطيرة وانتبهت جميع الدول لذلك، وبدأت وزارة الصحة تراقب تلك المواد الصناعية، لكن يوجد إهمال من بعض المؤسسات المسئولة عن مراقبة تلك المواد ونسبها فى الأطعمة.
وشدد على ضرورة قراءة المستهلك للمواد المستخدمة فى صناعة الطعام، والإلمام بمواصفات منظمات الصحة العالمية؛ ليعرف مدى مطابقة ما يتناوله للمواصفات العالمية وليتجنب مخاطرها الصحية، بالإضافة إلى ضرورة تدخل أكثر من جهة رقابية؛ للإشراف على المواد التي تدخل فى تصنيع الطعام. ولحل تلك الأزمة.
وبين كمال أنه يجب تناول المزيد من مضادات الأكسدة الموجودة فى الخضروات والفاكهة، فكل لون من ألوان الفاكهة كالأحمر فى الفراولة والأصفر فى البرتقال وغيرهما يعمل كمادة مؤكسدة لتلك المواد السامة، مؤكدا على أهمية دور الأم فى التقليل من تناول الأطعمة الجاهزة عن طريق تحضير الطعام والفطور فى المنزل وتحضير العصائر الطبيعية مما يحد من تناول تلك المواد السامة.