الخميس 2 مايو 2024

«سد النهضة».. حل القضية يكمن فى تنازل إثيوبيا عن تعنتها ووجود اتفاق قانونى ملزم

سد النهضة

تحقيقات11-5-2021 | 16:19

إسراء خالد

يشغل ملف سد النهضة أهمية خاصة في المنطقة الإفريقية بأكملها، نظرًا للإضرار التي ستلحق بالأمن المائي للمنطقة إذا تم الملء الثاني للسد، وتمسك الجانب الأثيوبي برغبته في ملء السد بصرف النظر عما سيتسبب به من أضرار.

 

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الثلاثاء أثناء افتتاح عدد من المشروعات بقناة السويس، ومدن القناة، أن الدولة المصرية لن تفرط في حقوقها المائية، ولن تسمح للمساس بها، وهناك ضغوط تمارسها الدولة لدفع الجهود للتوصل لحل الأزمة عبر التفاوض، وذكر دبلوماسيون أن حل قضية سد النهضة يكمن في خلق اتفاق قانوني ملزم للأطراف الثلاثة مصر والسودان وأثيوبيا، وتنازل الجانب الأثيوبي عن تعنته.

 

التمسك بالحقوق المائية

في هذا السياق، قال الدكتور عمرو هاشم، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم حول ملف سد النهضة تنم عن تمسك الدولة المصرية بحقوقها المائية، والتصدي للتعنت الأثيوبي الذي لا يضع في الاعتبار حجم الخسائر الضخمة التي ستلحق بالأمن المائي لكل من مصر والسودان في حالة تم الملء الثاني للسد.

 

وأوضح هاشم في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن عزم الإدارة الأمريكية على الوصول إلى حل فيما يتعلق بسد النهضة، ومحاولة الوصول إلى حل وسط يرضي الأطراف الثلاثة، دون التسبب في ضرر لأي منهم، يدل على الأهمية الكبرى للقضية في المنطقة، مشددًا على أن تعقد قضية سد النهضة يكمن في التعنت الأثيوبي، والرغبة في السيطرة على مياه نهر النيل، وفرض النفوذ الأثيوبي في المنطقة، بالإضافة إلى رفض أثيوبيا إلزامها بأي عقود، أو تدخل وسيط.

 

خلق فرص للتفاهم

وأكد أن الدور الأمريكي هام لدعم قضية سد النهضة، خاصًة أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة عظمى يمكنها ممارسة كافة سبل الضغط الممكنة واللازمة للتعامل مع هذا الملف، والوصول إلى حل فيما يتعلق بالملء الثاني للسد، نظرًا لأن حل القضية يكمن في تنازل أثيوبيا عن تعنتها، والاستجابة لمساعي الولايات المتحدة في وضع حل بشكل سلمي ينبع عن اتفاق بين الأطراف الثلاثة مصر والسودان وأثيوبيا لإنهاء هذا النزاع، متمنيًا أن تساهم جهود الجانب الأمريكي في حل تلك القضية، والتأثير على القرار الأثيوبي الذي لا يضع في الاعتبار بحجم الضرر الذي سيلحق بكلًا من مصر والسودان، في حالة تم الملء الثاني للسد، والذي سيضر بالأمن القومي المائي لكلًا منهما.

 

وشدد هاشم على أنه يجب حل تلك القضية من خلال التفاهم، وخلق فرص للتواصل، حتى يتم التوصل إلى حل يرضي الأطراف الثلاثة، لضمان عدم فتح ذلك الملف مرة آخرى.

 

اتفاق قانوني ملزم

وفي سياق متصل، قالت أماني الطويل، مدير البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم حول مفاوضات سد النهضة تعبر عن المرحلة الحالية من التفاعلات في ملف سد النهضة، وقراءة الخطاب المتعلق بالمبعوث الأمريكي جيفري فليتمان، الذي استقبله الرئيس الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى جهود الاتحاد الإفريقي الراهنة.

 

وأوضحت أماني في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" أن تدخل الجانب الأمريكي ينم عن التفاؤل باعتبارها قوى عظمى يمكنها المساهمة في حل تلك القضية، وإقناع الجانب الأثيوبي بالتنازل عن تعنته والرضوخ للتوقف عن فكرة الملء الثاني لسد النهضة، مشددًا على أن حل القضية يكمن في خلق اتفاق قانوني ملزم للأطراف الثلاثة مصر والسودان وأثيوبيا، متمنيًة أن تستطيع الإدارة الأمريكية تقديم ذلك الاتفاق، ووضع حد لهذا الملف، فالوصول إلى اتفاق جزئي وغير شامل لن يفيد.

 

وأكدت أن الملء الثاني لسد النهضة سيلحق العديد من الأضرار بالأمن القومي المائي لكلًا من مصر والسودان، وهذا ما لا تضعه أثيوبيا في الاعتبار، وتصر على موقفها المتعنت فيما يتعلق بملء السد، رغبًة منها في بسط نفوذها في المنطقة، والسيطرة على مياه نهر النيل.

 

جدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أشار اليوم خلال حضوره احتفالًا بإفتتاح عدد من المشروعات بقناة السويس ومدن القناة، إلى أن قلق المصريين فيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي، مقدر ومشروع، وأن الدولة متمسكة بحقوقها المائية ولن تسمح بالمساس بها، وأن هناك ضغوط تمارسها لدفع الجهود للتوصل لحل الأزمة عبر التفاوض، مؤكدًا أن القاهرة شهدت نشاطا دبلوماسيا مكثفا، خلال الفترة السابقة، حيث زار القاهرة المبعوث الأميركي للقرن الإفريقي جيفري فليتمان، ورئيس الدورة الحالية للاتحاد الافريقي رئيس دولة الكونغو، ودارت المباحثات كافة بهدف التوصل إلى حل للأزمة من خلال التفاوض.

Dr.Randa
Dr.Radwa