الأحد 19 مايو 2024

فضل وحكم صلاة عيد الفطر

صلاة العيد

دين ودنيا11-5-2021 | 18:02

محمد عاشور

صلاة العيد سنة مؤكدة يصليها المسلمين بعد شروق الشمس في أول أيام عيد الفطر، وعيد الأضحى على السواء، ولها فضل عظيم يتمثل في أنها تطهر نفس المسلم وتشعره بالاطمئنان والبهجة والسعادة في يوم العيد، لكونه انتهى من فرائض الله بفضله ونعمته.


فضل صلاة العيد
لم يخص الله صلاة العيد بأجر أو ثواب خاص بها، وإنما جعل ثوابها داخلا في عموم الأجر المترتب على سائر الأعمال الصالحة والطاعات، ويذكر أن المسلمون يؤدون صلاة عيد الفطر بعد إتمام صيام شهر رمضان المبارك.

وصلاة العيد هي إحدى شعائر الإسلام الظاهرة التي اختص الله بها المسلمين، وجعلها ميزة حسنة في دينه، كما أنها علامة شكر وحمد لله على إكمال طاعة صوم رمضان، وإكمال طاعة حج البيت، وفي العيد تنتشر مظاهر الرحمة والمحبة والرأفة بين المسلمين، ويسود التعاطف وتجتمع القلوب صافية نقية من البغضاء.


وجدير بالذكر أن الله بشر عباده المصلين بالفَلاح، حيث قال تعالى: "قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى*وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى"، وصلاة عيد الفطر داخلة في هذه البشارة، أما صلاة عيد الأضحى فهي تؤدى في اليوم العاشر من أيام ذي الحجة، والذي يعد أحد الأيام التي فضلها الله على سائر أيام السنة، وعن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ"

حكم صلاة العيد

اختلف الفقهاء في حكم صلاة العيد، وبيان اختلافهم فيما يأتي: الحنفية: ذهب فقهاء الحنفية إلى أن صلاة العيد واجبة على كل مسلم وجب عليه أداء صلاة الجمعة، وذلك لمداومة النبيعليه السلام على أدائها دون أن يتركها، وقد قال الله تعالى: "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ"، والمقصود بالصلاة الواردة في الآية هي صلاة عيد الأضحى التي ينحر بعدها المسلم أُضحيته، ولقوله تعالى: "قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى*وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى"، والمُراد بذلك صلاة عيد الفِطر.

أما عن المالكية والشافعية: فقد ذهب فقهاء المالكية والشافعية إلى أن صلاة العيد سنة مؤكدة عن النبي عليه السلام، وذلك لأن النبي  داوم على أدائها عندما شرعت، ولم يتركها إلى أن توفاه الله، وقد جمع النبي عليه السلام الناس عليها، وخطب بهم فيها وأمر بأدائها وحث عليها، كما حافظ الصحابة رضوان الله عليهم على أدائها من بعده.

وأما الحنابلة: فقد ذهب فقهاء الحنابلة إلى أن صلاة العيد فرض كفاية على المسلمين، ولا يجوز الإجماع على تركها.

صلاة العيد

وتنتشر في أيام العيد مظاهر البهجة والسرور بين المسلمين، وقد شرع الله في يوم العيد لعباده المسلمين، الرجال منهم والنساء، الخروج إلى المصليات لأداء صلاة العيد وحضور خطبتها، فعن أم عطية رضي الله عنها أنها قالت: "أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ".

هذا وقد حثت الشريعة الإسلامية المسلمين على الإنفاق والتوسعة على أهلهم وأولادهم في هذا اليوم، ونشر الفرح والسرور بينهم، كما دعت إلى صلة الأرحام وزيارة الأقارب والجيران، وأوضحت الآداب والسنن التي تجب على المسلم مراعاتها في يوم العيد، وتؤدى صلاة العيد بعد ارتفاع الشمس، وهما ركعتان يصليهما الإمام بالناس، ثم يخطب بعدهما خطبتين يشكر فيهما الله عز وجل على نعمه الكثيرة، ويحمده على إتمام طاعته.