قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اليوم الأربعاء، إن مجلس الوزراء، وبتوجيه من الرئيس محمود عباس، يعمل كل الممكن من أجل حماية أهلنا ووقف العدوان عليهم، وعليه سوف نوفر كل الإمكانيات التي طلبها أهلنا في غزة فورا.
ودعا اشتية، في كلمته بمستهل جلسة مجلس الوزراء الطارئة التي جاءت استمرارا لمتابعة ما يجري في القدس وغزة، الأمم المتحدة إلى تطبيق قراراتها بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ووقف الإجراءات في القدس، ورفع الحصار عن قطاع غزة كاملا.
كما دعا اشتية، الدول العربية والإسلامية الشقيقة إلى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اجتماعاتها الأخيرة المتعلقة بفلسطين، خاصة القدس وغزة.
وقال إن الجرائم التي تقترفها إسرائيل بحق شعبنا في كل أنحاء فلسطين من قتل ومصادرة أراضي وهدم بيوت وإخلاء المواطنين من بيوتهم ومنع الحركة وحصار القدس بجدار وغزة بأسلاك شائكة، وإغلاق المعابر، كانت السبب وراء هذا الانفجار الشعبي والوطني ضد الاحتلال والظلم والقهر.
وأضاف أن العالم، شعوبا وحكومات، يدين إسرائيل وجرائمها، ومحكمة الجنايات الدولية اعتبرت أن هناك جرائم ترتكب بحق الشعب الفلسطين ليس اليوم فقط بل كل يوم.
وتابع أن الذي تتعرض له القدس اليوم تتعرض له كل يوم، وغزة تعاني كل يوم وكلما أعدنا إعمار غزة يتم تدمير الجزء غير المدمر فيها، وبعيدا عن الدمار فإن أرواح أبنائنا وأهلنا في فلسطين جميعا، وخاصة في غزة غالية علينا، من أطفال ونساء وشباب أبرياء قتلوا، وأطفال يركضون خلف جنائز آبائهم ينادون عليهم أن يعودوا إلى الحياة التي سلبتها ماكنة القتل الإسرائيلية منهم.
وقال إن "الذي يساوي بين الضحية والجلاد غير عادل، وإن الصامت على جرائم إسرائيل يشجعها على التمادي أكثر، وإن عدم إدانة إسرائيل في الأمم المتحدة يعطيها الضوء الأخضر لترتكب المزيد من الجرائم، وإن سياسة لوم الضحية سياسة عمياء لا تريد أن ترى الحقيقة".
وأردف اشتية أن نقل السفارة إلى القدس واستباحة حاراتها وتهجير أهلها وخطط الاستيطان المتصاعدة والتصريحات العنيفة والإرهابية من المستوطنين وقيادة الأحزاب الإسرائيلية اليمينية، وإنكار حقنا في التحرر والاستقلال والدولة والقدس، ما هي إلا وقود لزيادة إشعال فتيل هو مشتعل أصلا، كما أن سياسة التطبيع العربي التي لم تشترط إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان والتمييز العنصري، وتهاون المجتمع الدولي في الضغط للتقدم بعملية سياسية تؤدي إلى حل مستند إلى إنهاء الاحتلال، ومنع الانتخابات في القدس، قد فاقمت من الأزمة وأدت إلى تفجرها.
وأضاف أن إجراءات القمع الإسرائيلية لأهلنا في القدس قد ضاعفت من حدة الغضب الذي انفجر في كل أنحاء فلسطين، وتلاه الانفجار الدموي في غزة.
وبين أن الأزمة الداخلية والحزبية في إسرائيل يتم تصديرها دمويا إلى غزة، من تقتيل بأهلنا وهدم لمباني سكنية ومنازل أناس أبرياء، وما هذا إلا جرائم تضاف إلى سجل إسرائيل في محاكم المجرمين.
وأكد اشتية أن "القدس قبلة وحدتنا، ستبقى بوصلتنا الوطنية والدينية والتاريخية، ووقفة أهلنا في كل فلسطين دفاعا عن الأقصى والقيامة هي وقفة عز وكرامة، وغزة وأهلها وصمودهم وتحملهم وتصديهم هو امتداد لروح التحدي من أجل حقنا في إنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا".
وأشار إلى أن فشل مخططات إسرائيل في القدس أمام صمود شعبنا دفعها إلى عدوان دموي على قطاع غزة، مؤكدا أن إسرائيل هي الدولة المعتدية وهي دولة الاحتلال التي ترتكب الجرائم بحق شعبنا، وهي تتحمل كامل المسؤولية عن ذلك وعن انتهاك القانون الدولي والإنساني.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني: "نترحم على شهدائنا، شهداء اليوم وأمس وأول أمس، وكل الشهداء، والشفاء لجرحانا الأبطال، والإفراج الفوري عن أسرانا البواسل في سجون الاحتلال، ولا ظلم يدوم وحتما سننتصر إن شاء الله".