أقيم بالمقهى الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة أدبية بعنوان "أصوات مغربية"، حضرها ثلاثة من أدباء المغرب هم الروائي مبارك ربيع، وعائشة البصري، وطارق بكاري.
وتناول الكاتب المغربي مبارك ربيع، في كلمته الواقعية في الرواية، وقال إن الرواية الواقعية هي تصنيف نقدي أكاديمي، لمن يريد أن يقرب الأمور لجمهور المتعلمين، لكن لا يوجد كاتب يريد أن يكون واقعيًا أو غير واقعي. وأوضح أن الواقعية تختلف من كاتب إلى آخر، فنحن نرى الكُتاب الواقعيين أمثال بلزاك، وهيمنجواي، ويوسف إدريس، ونجيب محفوظ، لكن كل منهم يكتب واقعيته الخاصة التي لها خصوصيتها.
وأكد "ربيع"، أن الإبداع يجب أن يتناول الكيف، بمعنى أن ينقل الواقع لكن بشكل إبداعي، من حيث اللغة، وطريقة التناول، ورسم الشخصيات، حتى يجعل منه عملا روائيا حيا، فيه شيء من الواقع، لكن بشكل جديد متخيل.
واوضح أن الروائي أكثر انغماسا في الواقع، فهو يقوم بدور المحلل النفسي، والاجتماعي والسياسي، ويضع تحليله في قالب روائي بحيث لا تخلو الرواية من أطروحة فكرية بطريقة غير مباشرة.واختتم حديثه بضرورة أن يكون الكاتب متحررا من الضغوط سواء الخارجية أو الداخلية، وأن يكتب بقناعة عما يريد أن يكتبه.
بينما تحدث الكاتب طارق بكاري عن تجربته الخاصة، وروايته الأولى "نيوميديا"، فقال:لم أكن أنجح في رواية نيوميديا لولا توافر العديد من الأسباب والمعطيات، حيث كنت حريصا على أن تكون أول تجربة قوية، لأننا في وقت نشهد فيه طوفان من الكتابات الأدبية التي تصدر سنويا، ولكي يجد الإنسان مكانا في الساحة الأدبية، يجب أن يدخلها بشكل جديد".
وأوضح "بكاري"، أن الرواية بها نفس سوداوي، لأنها تنقل الواقع بأمانة، وتنقل تجربة المغرب بصدق، مشيرًا إلى أن الرهان في روايته كان متشعبًا، فكل شخصية تحمل على عاتقها قضايا وأفكار معينة، فبطل الرواية الإنسان المغربي الذي يعيش حالة الضياع والتشتت وضياع الهوية.
واشار الى أن كثير من النقاد وصفوها بأنها ترميم للهوية الأمازيغية، وهذا ينطوي على بعض من الصحة، فهي انتصار لهذه الهوية ، ومحاولة للحديث عن جماليات هذه الثقافة المجهولة، ومحاولة رد الاعتبار لهذا الموروث الذي بدأ ينقرض رويدا.
وأكد "بكاري"، أنه لا يمكن للإنسان أن يكتب سوى عن الأشياء التي يحبها، حيث تنبع الكتابة من المآسي، ومن فداحة الواقع عندما يؤدي بنا نحو تناقضات حياتية غير محسوبة، قائلا: الكتابة عندي ليست مجرد عادة، لكنها ألم يضاف إلى قائمة الآلام.
أما الشاعرة والروائية عائشة البصري، فتحدث عن تحولها من كتابة الشعر إلى كتابة الرواية، وقالت إن السؤال عن هذا التحول، يجعلني أشعر بأنها أسئلة تبخس من قيمة الشعر، خاصة بعدما أطلق بعض النقاد شعار "زمن الرواية"، مضيفة أنه رغم تقلص مساحة الشعر في السنوات الأخيرة، إلا أن الشعر مازال موجودًا، والانتقال من نوع أدبي إلى آخر حق مشروع.
وأوضحت "البصري"، أن تجربتها الروائية مرتبكة زمنيا، ومرتبكة على مستوى أجناس الكتابة، قائلة:"لقد بدأت بنشر القصة، ثم الشعر، وأخيرًا الرواية، وتفاوت النشر يخضع لمزاج خاص جدًا، فلم أكتب الرواية تحريضا لجنس ضد آخر، ولم اتخذها كموضة، لكن كانت لحظة خاصة جدا لا علاقة لها بالجو الثقافي العام.