عهد الملك فاروق ذو أهمية خاصة باعتباره آخر عهود أسرة محمد على، والذى بنهايته تنتقل مصر إلى مرحلة أخرى من تاريخها الحديث، وذلك بقيام ثورة 23 يوليو 1952.
وكما أنها امتازت بطبيعة وأهمية خاصة امتازت أيضا بطقوس مختلفة وخاصة أثناء الاحتفال بالأعياد، حيث كان على كبار الدولة وعلى رأسهم رئيس الوزراء التوجه نحو قصر الملك لتقديم التهنئة ومن ثم يكملوا احتفالهم بطقوسهم الخاصة بالعيد.
ورصدت بوابة " دار الهلال " أبرز مواقف رؤساء الوزراء في عهد الملك فاروق أثناء الاحتفال بالعيد، حيث منهم من أعتذر عن القدوم لتقديم التهنئة للملك.
صبيحة يوم العيد
في صبيحة يوم العيد، كانت ساحة قصر عابدين تمتلئ بالمهنئين من الأمراء، والوزراء، والعلماء، وكبار رجال الدولة، ولفيف من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، ووفد وزارة الداخلية، وشيخ الأزهر مصطفى صادق الرفاعي، لتقديم تهنئتهم للملك بمناسبة حلول عيد الفطر، ثم يتوجهون إلى ساحة الحرم الملكي، لتسجيل أسمائهم في سجل التشريفات.
ساحة القصر
يذكر أنه عند خروجك لساحة قصر عابدين، تشاهد مجموعة من قواد الجيش المصري، جاءوا لحضور التشريفات الملكية، لتهنئة الملك، وليعلنوا تجديد العهد والولاء لقائدهم الملك فاروق.
برقية اعتذار
و في هذه الأثناء، وبينما يستقبل الملك فاروق، وفود المهنئين، يتسلم برقية اعتذار من رفعة محمد محمود باشا، رئيس وزراء مصر، يعتذر فيها عن عدم حضوره للتهنئة بسبب مرضه، فيرد الملك ببرقية رقيقة، ليخرج كبار المسؤولين من القصر الملكي، متوجهين إلى منزل رئيس الوزراء لزيارته، وقد كان المرض الذى منع رئيس الوزراء للخروج من منزله هو الإنفلونزا.
علي باشا ماهر
وعندما كان يتولى على باشا ماهر، مقاليد رئاسة الوزراء، قبيل ذلك بأعوام قليلة، توجه للتشريفات في القصر الملكي، لتهنئة فاروق الأول، وخرج بعدها لقراءة الفاتحة على قبر الملك فؤاد بمسجد الرفاعي، ثم توجه إلى عزبة خورشيد لقضاء إجازة العيد وممارسة طقوسه الخاصة للاحتفال.
زعيم حزب الوفد يقدم برقية اعتذار
أما زعيم حزب الوفد وقتذاك، مصطفى باشا النحاس، فقد سار على درب محمد محمود باشا، رئيس الوزراء، حيث منعه المرض عن الذهاب للتشريفات الملكية، بعد ملازمة فراشه بناءً على نصيحة الأطباء، وفى هذا اليوم لم يتخلف النحاس عن زيارة الملك فحسب، بل تخلف أيضاً عن زيارة قبر زعيم الأمة سعد زغلول، وعن زيارة قبر والده.