الجمعة 17 مايو 2024

خبيران يشيدان بالخطة الاستراتيجية لتعمير سيناء: رؤية اقتصادية وعسكرية ثاقبة

شمال سيناء

تحقيقات13-5-2021 | 23:02

محمد عاشور

انطلاقا من خطة التنمية العمرانية، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، كشفت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، عن خطط حكومية لتوطين ملايين المصريين في شبه جزيرة سيناء، خلال المرحلة المقبلة، عبر توفير خدمات متكاملة لهم، وتوفير كل وسائل "الحياة المُريحة" لإقامتهم فيها.

رؤية مصرية
في هذا السياق قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة إن خطة التوطين وخلق مناطق عمرانية جديدة، يمثل رؤية جيدة للدولة المصرية، لافتا أنها خطة تخرج من فكرة الـ6% المستغلين حاليا، كما أنها رؤية لخطة التنمية المستقبلية في سيناء.

الأمن القومي
وعن أهمية خطة التوطين أضاف أستاذ العلوم السياسية في تصريحاته لـ" دار الهلال " أن الخطة إذا كانت مهمة لمن يتم توطينهم فهي أهم لمنطقة كانت مهملة لسنوات طويلة، وهي منطقة سيناء، وهذا لكونها تمثل الأمن القومي المصري بامتياز، مؤكدا أن خطة توطين وخلق مجتمع عمراني جديد في هذه المنطقة سيفيد بالضرورة الأمن القومي المصري بدرجة كبيرة.


خط الدفاع الأول
وأما عن الإفادة من وراء التوطين أوضح أن خطة التوطين العمراني لسيناء سيفيد الأمن عن طريق خلق فرص متعددة للنماء وأخرى للتنمية، ناهيك عن محافظة المواطنين عن هذه المنطقة بنفسها ولا سيما أنها ستكون خط الدفاع الأول في الحفاظ على مصالحها، كما أنها ستمثل إضافة لجهود القوات المسلحة والشرطة المدنية في الدفاع ضد أي هجمات أو تسلالات أو غيره مما يضر بالأمن القومي المصري.

لفظ الإرهابيين
وتابع سلامة، أنها ستجعل المسائل أكثر وضوحا في تعقب العناصر الإرهابية والتي تختفي هناك نتيجة الخلاء المحيط بمنطقة سيناء، مؤكدا أن خلق منطقة عمرانية جديدة خاصة بهذه البقعة خيرا من أن تكون جدباء، التي تتيح الفرص للجماعات الإرهابية بالاختباء بها، على عكس أن تكون منطقة حيوية وعمرانية مليئة بالسكان وهكذا ستلفظ الإرهابيين تلقاء نفسها.

ربط سيناء بالعاصمة
وأكد أنها من كل النواحي حماية للأمن القومي، ولفظ للإرهابيين، وتحقيق للتنمية، تحقيق رابط ما بين سيناء والعاصمة، كما أنها تأكد على حيوية وأهمية سيناء لمصر، لافتا أن كل هذا إضافة لخطط التوطين.

هدف مصري قديم

ومن جانبه أعرب الدكتور محمود عبدالحي، أستاذ الاقتصاد الدولي ومدير معهد التخطيط الأسبق عن سعادته من توجه الدولة المصرية لتوطين 3 مليون مواطن مصري بجنوب وشمال سيناء من خطة تستهدف توطين 8 مليون مواطن على المدي البعيد.

وعن تعمير سيناء أضاف أستاذ الاقتصاد الدولي ومدير معهد التخطيط الأسبق في تصريحاته لـ" دار الهلال " أن تعمير سيناء هدف مصري من قديم الأزل، مشيرا إلى خطة التوطين والتشجير لأحد أساتذة كلية الزراعة في ستينيات القرن الحالي، والذي كان يهدف في خطته لتعمير سيناء من خلال توطينها بالمصريين بالإضافة لتشجيرها.

تحمل رؤية اقتصادية وأخرى عسكرية

وعن أهداف خطة التوطين أوضح أن توطين 3 مليون مواطن مصري بشمال وجنوب سيناء ستكون اقتصادية من ناحية بتعمير جزء مهم من الأراض المصرية، وأخرى عسكرية واستراتيجية من خلال تأمين حدود مصرية الشمالية والشرقية وخاصة على حدود مصر مع إسرائيل، مؤكدا أن وجود الكثافة السكانية بمنطقة سيناء من أهم العوامل التي تساعد على حمايتها بجانب المشروعات التي تقام هناك.

ستغلق الصراعات

وتابع عبدالحي، أن خطة التوطين بجانب المشروعات التي تقام هناك ستحد من رغبة الاستحواذ والطمع في منطقة سيناء سواء أكان من العدو الأول إسرائيل أو غيرها، لافتا أنها جزء من الأراض المصرية وبالتالي وجب على الحكومة استغلالها خاصة وأنها غنية بالثروات المعدنية أو حتى من الجانب السياحي، ناهيك عن أنها ستغلق الصراعات الإرهابيين مع قواتنا المسلحة، متمنيا أن يتم تنفيذ الخطة في القريب العاجل.

لا مانع في التعلم من العدو

وبشان استراتيجية العمل للتوطين أردف أنها ستكون على مبدأ "لا مانع في التعلم من العدو"، وأن استراتيجية العمل في سيناء مثلما فعلت إسرائيل في صحراء النقب من مستعمرات، مضيفا أنه لابد من وجود مجتمعات متكاملة ولديها القدرة من الدفاع عن نفسها، مؤكدا أنه طالما لم يتم كسر أطماع إسرائيل في المنطقة فيجب أن يكون المجتمع شاب ومعسكر إلى حد كبير، مع ضرورة انتقاء المواطنين الراغبين في الاستيطان في سيناء، مشيدا بدور الدكتور حسن راتب على مجهوداته في تعمير سيناء.

وكشفت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، التابعة لرئاسة الجمهورية، عن خطط حكومية لتوطين ملايين المصريين في شبه جزيرة سيناء خلال المرحلة المقبلة، عبر توفير خدمات متكاملة لهم، وتوفير كل وسائل "الحياة المُريحة" لإقامتهم فيها.

وتستهدف خطة التوطين في سيناء حسب "هيئة الاستعلامات" في كتاب حديث صادر عنها بمناسبة أعياد تحرير سيناء، وحصلت "سكاي نيوز عربية" على نسخة منه، جذب نحو 3 ملايين مواطن على المدى القريب للعيش في سيناء، لتصل إلى قرابة 8 ملايين مواطن على المدى البعيد.