هنأ الناقد المسرحي والفني والقاص الشاب "محمد علام "، الشعب المصري والأمة العربية والإسلامية بعيد الفطر المبارك، وتمنى للجميع عيدًا طيبًا مباركًا تملأه المحبة والبهجة والسعادة والسلام .
وقال محمد علام لبوابة "دار الهلال": يمرّ علينا العيد هذا العام في ظروف مختلفة ومغايرة، فما كنا نعتادُ عليه من تبادل الزيارات مع الأهل والأقارب، صار صعبًا وغير ممكن، في ظل الإجراءات الاحترازية التي فرضتها جائحة كورونا.
وأضاف، تمتد جذوري إلى صعيد مصر، وتحديدًا محافظة أسيوط ، وحتى فترة قريبًا كنت معتادًا على قضاء العيد في ظل حميمية أهل الصعيد الطيبين ، قضيت وأغلب طفولتي مع أسرتي في المملكة العربية السعودية، أثناء عمل والدي هناك في مطلع التسعينيات، وعندما عدنا إلى مصر، كنتُ في الـ 11 من العمر تقريبًا، وجلست بجوار المجراية التي تروي الحقول في الريف، وكانت تظلني شجرة مانجا كبيرة، يمكن القول أنني حينها وأنا أتعرف على الطبيعة عن قرب لأول مرة، كأنني أكتشف نفسي كما لم أكن أعرفها من قبل ، فمن أسوأ نتائج التكالب على العيش في المدينة والعمل في الخارج، أننا ابتعدنا عن منبع الحياة الحقيقية، وهو ريف مصر.
وتابع علام": أفتقدُ والدي كثيرًا، كان هو دليلي ومرشدي في هذا العالم، وربما كان ذلك بسبب نشأتي في بلاد الخليج، فهي لا تسمح بكثير من التواصل الاجتماعي، كما أن سكانها ليسوا في تنوع المجتمع المصري، في الصعيد والوجه البحري، المسلمون والأقباط، الصوفيون والمثقفون هذه الخلطة السحرية لا أعتقد أنه يمكن أن تصادفها مجتمعة في تناغم مثلما هي في مصر.
صوت أم كلثوم
وأضاف علام : أعتقد أني كنت أعرف أن العيد قد جاء، إذا سمعتُ صوت أم كلثوم، رغم كل الأغاني التي كتبت عن العيد، لكنني لا أعرف لماذا أغنيتها تشعرني بالعيد فعلًا، أعتقد أن السبب هو صوتها، فصوتها مصري، أصيل، لأعلى درجة.. وهناك الكثير من الطقوس المصرية، بدأت تتلاشى في المناسبات، وفي السنوات الأخيرة لا أشعر أن العيد هو يوم مختلف إلا إذا زرتُ الريف، أعتقد أنه هو البقعة الوحيدة التي مازالت تحتفظ بذاكرة مصر من الطقوس الأصيلة.
قريبا " نهايات صغيرة"
وتابع: أرى أن صناعة الدراما التلفزيونية أو السينمائية، أو المسرحية، في مرحلة تغيير الجلد، خاصة في عصر «كوفيد- 19»، وسعدتُ كثيرًا بمشاركة العديد من شباب المعهد العالي للفنون المسرحية، في مسلسلات رمضان هذا العام، كلهم قدموا أدوارًا مميزة، ويؤكدون على دور الأكاديمية التاريخي في فرز وتقديم العناصر المميزة دومًا، ورغم قلة الإنتاج المسرحي عما هو معهود كل عام في مثل هذه المناسبات، إلا أنني أنتظر التجارب التي يقدمها زملائي في هذا الموسم بكل حب، وبدون ذكر لأحد، فأنا أتمنى أن أستطيع مشاهدة جميع التجارب، وأحب أن أوجه التحية لهم جميعًا فهم يصنعون مناسباتنا السعيدة دومًا.
وأشار إلى أنه ستصدر له مجموعة قصصية جديدة، بعنوان "نهايات صغيرة" عن دار "العائدون" للنشر في الأردن، ومن المرتقب وصولها للأسواق المصرية، خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب المزمع إقامته في نهاية يونيو المقبل.