قال الدكتور هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي: إن العلاج بالفن هو أحد مداخل العلاج النفسي، وفكرته تقوم على اتباع نمط الفن مثل الموسيقى أو الرسم أو أو النحت، من أجل إخراج الطاقات السلبية الكامنة داخل المريض وشحنها بأخرى إيجابية ومن ثم تحسين حالته البدنية والعقلية والعاطفية.
وأوضح بحري في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن العملية الإبداعية وممارسة أي نشاط إبداعي تؤدي إلى الإشباع النفسي مما يجعل الشخص المريض يتعافى تدريجيا من الضيق والكآبة، لافتا أن العلاج بالفن هو بديل العلاج النفسي التقليدي.
وأكد أستاذ الطب النفسي، أنه في الفترة الأخيرة انتشرت شهرة العلاج بالفن، حيث إن حصول المريض على الأدوية النفسية قد لا يؤدي بالضرورة إلى حل المشكلة، وإنما تسكين الوجع النفسي لفترة من الوقت فقط، أما العلاج بالفن فيعتمد على المريض بشكل أكبر حيث يعد بمثابة تدليك ذاتي داخلي يجعل المرء يفهم ذاته بشكل أعمق.
وتابع أن الإنسان بطبعه يحمل جانب فني وطفولي في شخصيته، وهذا الجانب يبدأ في التلاشي والضمور في حالة الشخص المريض نفسيا، كونه لا يري من نفسه سوى الجانب المعتم، وفي هذه الحالة يأتي دور العلاج بالفن ليذكر المريض بان بداخله إنسان آخر لا يعرفه جيدا موجود في عقله الباطن أو في الجانب غير الواعي من الإنسان.
وأشار إلى أن العلاج بالفن يؤتي ثماره بشكل أكبر مع الأطفال ومرضي التوحد والمدمنين لأن تلك الفئة لا تستطيع التعبير عن ذاتها أبدا من خلال الكلام كما تكون غير قاردة في الأغلب الأعم على التواصل مع غيرها بأي شكل من الأشكال وهنا يأتي العمل الفني ليفجر ما بداخلهم بكل سهولة ويسر، مطالبا بنشر العلاج بالفن بشكل أكبر داخل المجتمعات، وأن نعطي الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والضيق وعدم تقدير الذات الأهمية مثلها مثل الأمراض الأخرى التي تصيب الإنسان، مضيفا أنه كلما كان التعامل معها في وقت مبكر، كلما أخذات وقتا أقل، وكلما تم اللجوء للعلاج بالفن كلما كانت النتائج أفضل.