الأربعاء 22 مايو 2024

العلاج بالفن أحدث وسائل تجاوز الأزمات.. ونفسيون: يُساعد على التخلص من الاكتئاب والاضطرابات النفسية والعاطفية

فوائد العلاج بالفن

تحقيقات15-5-2021 | 18:42

سالي طه

العلاج بالفن هو نمط من أنماط العلاج النفسي، يجمع قوة ومبادئ العلاج الطبي مع أثر وجمال الفن. وفكرته هي استخدام طرق إبداعية زي الرسم والتلوين والنحت في تحسين الصحة العقلية والنفسية للمرضى بمساعدتهم في التعبير عن نفسهم، عن طريق فك شفرات الرسائل الغير مباشرة الموجودة فيها، وبالتالي نقدر نفهم مشاعرهم وسلوكياتهم بشكل أحسن.

 

وللعلاج بالفن العديد من الفوائد العلاجية المهمة، حيث يستخدم كوسيلة للتعبير عن الذات والتواصل والتفاعل الاجتماعي، بالإضافة إلى أنه يساهم في الحد من مشاعر العزلة والتقليل من الاضطرابات النفسية ومشاعر الضيق والاكتئاب، كما أنه بديل العلاج النفسي التقليدي، إذ انتشر في الآونة الأخيرةالعلاج بالفن، كونه يساعد المريض على إخراج الطاقات السلبية ومواجهة التحديات العاطفية والنفسية وتحسين حالتهم البدنية والعقلية.

وأكد الخبراء أن أي عمل إبداعي يؤدي إلي الإشباع النفسي، الأمر الذي يساعد المريض على التعافي تدريجيا، مطالبين بأن ينتشر هذا النوع من العلاج في مجتمعاتنا، وإعطاء نفس الأهمية له مثل الأمراض الأخري التي تصيب الإنسان.

 وسيلة للتعبير عن الذات

وقال الدكتور محمد عبد المنعم، الخبير النفسي، إن الفن العلاجي يساعد في المقام الأول الأفراد الذين يواجهون تحديات عاطفية ونفسية على تحقيق السلام الشخصي وتحسين مستويات الأداء الوظيفي، لافتا أنه يستخدم كوسيلة للتواصل والتعبير عن الذات والتفاعل الجماعي وفي التشخيص وحل النزاعات عبر التاريخ، لافتا أنه منذ آلاف السنين استخدمت الثقافات والأديان وفي أنحاء مختلفة في العالم اللوحات والرموز المقدسة في عملية الشفاء، وفي منتصف القرن العشرين تم اتخاذ العلاج بالفن كوسيلة علاجية.

وأوضح عبد المنعم في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أن الفن العلاجي يستفيد منه جميع الأعمار، ويساعد في تحسين الاتصال والتركيز، ويساهم في الحد من مشاعر العزلة، بالإضافة إلي أن هذا النوع من العلاج يؤدي إلى زيادة في تقدير الذات والثقة والوعي الذاتي، لافتا أنه وسيلة لإخراج الأفكار والعواطف المكبوتة غير الواعية، ومجرد أن يتم الدمج بين التعبير الرمزي لحالة العقل لدى الشخص والجوانب المعرفية والشفهية للتجربة، فإن الشفاء قد يحدث، بل قد يصل الأمر إلي حدوث كلا من التعبير والشفاء في جلسة الفن العلاجي. 

وأشار إلى أنه في الدول الأوروبية هناك العديد من المعاهد الوطنية للصحة النفسية، التي تقوم بإدخال الفن في جلسات العلاج، نظرا ما له من العديد من الفوائد العلاجية، واستخدامه في علاج الأفراد الذين يواجهون تحديات فكرية، والذين يواجهوان مشاكل واضطرابات نفسية. تحسين الحالة العاطفية والعقلية والبدنية.

 

 أحد مداخل العلاج النفسي

 

وقال الدكتور هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي، إن العلاج بالفن هو أحد مداخل العلاج النفسي، وفكرته تقوم على اتباع نمط الفن مثل الموسيقى أو الرسم أو أو النحت، وذلك من أجل إخراج الطاقات السلبية الكامنة داخل المريض وشحنها بأخرى إيجابية ومن ثم تحسين حالته البدنية والعقلية والعاطفية، لافتا أن العملية الإبداعية وممارسة أي نشاط إبداعي تؤدي إلى الإشباع النفسي مما يجعل الشخص المريض يتعافى تدريجيا من الضيق والكآبة، مشيرا أن العلاج بالفن هو بديل العلاج النفسي التقليدي.

وأكد أستاذ الطب النفسي لـ«دار الهلال»، أنه في الفترة الأخيرة انتشرت شهرة العلاج بالفن، حيث إن حصول المريض على الأدوية النفسية قد لا يؤدي بالضرورة إلى حل المشكلة، وإنما تسكين الوجع النفسي لفترة من الوقت فقط، أما العلاج بالفن فيعتمد على المريض بشكل أكبر حيث يعد بمثابة تدليك ذاتي داخلي يجعل المرء يفهم ذاته بشكل أعمق.

وتابع أن الإنسان بطبعه يحمل جانب فني وطفولي في شخصيته، وهذا الجانب يبدأ في التلاشي والضمور في حالة الشخص المريض نفسيا، كونه  لا يري من نفسه سوى الجانب المعتم، وفي هذه الحالة، يأتي دور العلاج بالفن ليذكر المريض بان بداخله إنسان آخر لا يعرفه جيدا موجود في عقله الباطن أو في الجانب غير الواعي من الإنسان.

وأشار إلى أن العلاج بالفن يؤتي ثماره بشكل أكبر مع الأطفال ومرضي التوحد والمدمنين وذلك لأن تلك الفئة لا تستطيع التعبير عن ذاتها أبدا من خلال الكلام كما تكون غير قاردة في الأغلب الأعم على التواصل مع غيرها بأي شكل من الأشكال وهنا يأتي العمل الفني ليفجر ما بداخلهم بكل سهولة ويسر، مطالبا بنشر العلاج بالفن بشكل أكبر داخل المجتمعات، وأن نعطي الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والضيق وعدم تقدير الذات الأهمية مثلها مثل الأمراض الأخرى التي تصيب الإنسان، مضيفا أنه  كلما كان التعامل معها في وقت مبكر، كلما أخذات وقتا أقل، وكلما تم اللجوء للعلاج بالفن كلما كانت النتائج أفضل.