يحتفل الشعب المصري وكل شعوب الأمة العربية والإسلامية بعيد الفطر المبارك في هذه الأيام المباركة، ومن بينهم المسرحيون والمؤلفون والممثلون والمخرجون والنقاد وكل صناع العرض المسرحي ممن يقضون أيام عيدهم في رحاب المسرح، فبعضهم يستقبلون الجمهور ويقدمون عروضهم المسرحية لإسعاده، ومنهم من يقضي إجازة العيد لمشاهدة ومتابعة عروض الموسم المسرحي الحالي بمختلف المؤسسات التي تنتج مسرحًا، وآخرين منهم يقضون عيدهم كما اعتادوا بين الأهل والأصدقاء.
وتلتقي بوابة "دار الهلال "مع العديد من المسرحيين لتتعرف على طقوسهم وذكرياتهم مع عيد الفطر المبارك، وعلى ملامح وسمات الحركة المسرحية في زمن كورونا وفي لقاء خاص التقينا بالدكتور مدحت الكاشف عميد المعهد العالي للفنون المسرحية
هنأ الدكتور"مدحت الكاشف" الشعب المصري والعربي ،والأمة الإسلامية بعيد الفطر المبارك كما أرسل التهاني الخاصة لكل المسرحيين بمصر وكذلك كل أبنائه بطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية وتمنى للجميع أياما طيبة، وسنوات أفضل وأن يحفظنا من آثار جائحة " كورونا" ونعبر منها بكل سلام
***هل تخص عيد الفطر المبارك بطقوس عن غيره من المناسبات ،أوبعادات ثابتة تكررها مع قدومه كل عام أم لا؟
اعتدت أن يكون العيد هو موعد مقدس للقاء والتواصل من جديد وتبادل الزيارات ، وأقضي أيام العيد في أوقات تبهج الروح والنفس في لقاءات أسرية ، و في جمع من الأهل والأقارب حيث نلتقي من جديد في ظل الظروف الحياتية والعمل التي تدفع بنا دومًا إلى الغياب وعدم اللقاء لفترات وبقدوم العيد المبارك يمنحنا فرصة كبيرة مهمة أن نتواصل ونتفق على اللقاء، وأن نستعيد لقائتنا التي تتسم بالبهجة مع الكثير من الأهل والأصدقاء.
***هل تقصد أماكن خاصة لقضاء العيد بها أو تقرر السفر من أجل تغيير نمط الحياة اليومي، وتقيم احتفالات خاصة بالعيد أم لا ؟
لاأميل إلى الخروج في أماكن خاصة أو السفر حيث نسعى أن نبتعد عن الزحام ،و أفضل على الخروج تبادل الزيارات الأسرية ، وقضاء أوقات أطول مع إخوتي وأهلي وأصدقائي .
***يمر بنا العمر والحياة وقد نفتقد بعض الأهل والأصدقاء في الرحلة حدثنا عن بعض الشخصيات التي تفتقدها وتفتقد مشاركتها معك في الاحتفال بعيد الفطر؟
كلما يحل العيد علينا أتذكر أحبتي الذين رحلوا أمي وأبي، وهما مصدر الحياة فأتذكرهم دوما وأفتقد ذكرياتي معهم طوال الوقت ومن بين ذلك المناسبات والأعياد فكان لها مذاقا آخر معهم طول العمر بمختلف مراحل حياتي لأنهم كانوا يمثلون لي العيد الحقيقي بكل حياتنا، وبفقداني لأمي وأبي تذبل الحياة بأعيينا كثيرًا واتتغير طعم الأشياء وكذلك مظاهر الاحتفال بالأعياد وأدعو لهما بالرحمة دومًا.
***تبقى معنا مختلف الذكريات من الطفولة حتى مراحل عمرنا المتتالية ومن بين ذلك ما يخص المناسبات والأعياد من اللعب والمرح، ماهي الصور ومظاهر الاحتفال التي خلدت بذاكرتك منذ طفولتك وأصبحت ملمحا من ذكريات العيد معك؟
نحمل بوجداننا وبذاكرتنا الكثير من الذكريات التي حفرت بداخلنا لاننساها وتتجدد بدواخلنا مع كل عيد وفي مقدمتها الملابس الجديدة والحذاء الجديد التي كنا ننتظر شراءهم بكل عيد وإن كنا نشتري بأي وقت غير أن ملابس العيد كانت لها معنى خاص كأنها طقس مقدس يمنحنا طعم البهجة والسعادة لا نشعربه الآن وأن كما نقوم بذلك مع أبنائنا ، لقد كانت ملابس العيد الجديدة مرحلة جديدة بأيامنا كعلامة فارقة كنا نسعد ونبتهج بها كثيرا ،وكنا نلعب بطفولتنا مختلف الألعاب الشعبية من بين ذلك كرة القدم ،ولعبة"السبع طوبات" ، وكل الألعاب البدائية البسيطة الجماعية التي ترتبط بهويتنا حينذاك في طفولتنا ولانعبأ أبدا باتساخ كل ملابسنا الجديدة التي فرحنا وابتهجنا بها كثيرا كان يسعدنا اللعب والتجمعات معا كأطفال نلعب ونمرح حتى الإرهاق والتعب .
***حدثنا عن طقوس وفعاليات المعهد العالي للفنون المسرحية في مناسباتنا الدينية ومن بين ذلك شهر رمضان وعيد الفطر المبارك ؟
قدمنا بشهر رمضان المبارك العديد من عروض المعهد التي قدمت في السنوات الأخيرة ــ " ريبرتوار " المعهد ــ غير أنه تبعا لقرارات مجلس الوزراء حول التوقف واجراءات الحظر للوقاية من آثار الموجة الجديدة من جائحة وباء كورونا التزمنا بالتوقف لحماية الجميع .
***هل تابعت العروض المسرحية في الفترة الأخيرة وما العروض التي تنوي مشاهدتها بالموسم المسرحي الجديد ؟
لم أتابع العروض المسرحية في الفترة الأخيرة بسبب تطورات ونتائج جائحة "وسأشاهد كورونا " ألمظ وسي عبده للمخرج مازن الغرباوي والذي أشعر من إعلاناته أنه يمثل وجبة فنية متميزة بالمسرح الغنائي الاستعراضي يقدم إحدى الصفحات من تاريخ التراث الفني المصري وصورة لنموذجين من الأصوات المبدعة والهالدة في تاريخنا الفني وهويتنا الثقافية.
***حدثنا عن العلاقة بين الدراما الرمضانية بكل عام و المسرح المصري ورحلته ؟
لقد أثبتت الدراما التلفزيونية السنوية الرمضانية وخاصة دراما هذا العام بما لايدع مجالا للشك ، أن المسرح لايزال ، وسيظل في الصدارة والمقدمة ،وكنا نخشى عليه من المنافسة الأعمال الرمضانية التلفزيونية ، لكني الآن أخشي على ما يقدم من هذه الأعمال من قوة مسرحنا المصري وما يتسم به من الصدق والقوة المسرح وما يقدمه من البهجة وتواصله وقربه من الجمهور ، قوة المسرح بما يقدمه للجمهور ، وفي ظل هذا الركام ، وهذا الزبد والذي أرى أن ينأى بنا عن أصولنا و ملامح مجتمعنا وقضايانا ،وحياتنا اليومية ، ولا أقصد من ذلك التعميم لكل ماقدم بينما اتسمت غالبية الأعمال بتقديم قدر كبير من العنف غير المبرر مما قد يعكس أننا نحيا بمجتمع من سماته الرئيسية هذا العنف وهذه الصراعات ،وهذا ما قد يدفع بنا بالشعور أننا نعيش بمجتمع العنف والتطرف هي سماته الأساسية هي عدم الأمان ونحن نسير بالشارع وأن شهدنا النوعية لانجدها، غير أن دوما يتمثل غلبية ما يقدم في اتجاه كبير لايتناسب مع مناسبة دينية مهمة نعيشها مرة كل عام حيث شهر رمضان الكريم وما يرتبط بالجانب الديني للمصريي ، فغالبية ما يقدم لايتفق أيضًا مع سمات مع هوية وسمات المجتمع المصري ، وتصور لنا أن الأكثر شيوعا هو سلوكيات العنف و التطرف وما يعرف باسم " البلطجة " ومما يدفع بالمشاهد غير المصري أن يرى واقع وحقيقة المجتمع والشارع المصري كما يشاهده في الدراما المصرية التي تنقل له ، ومما تابعته من الدراما الرمضانية كان مسلسل" الاختيار 2 " الذي مثل علامة فارقة في تاريخ الدراما المصرية ونفخربه فقد قدم بصدق ومثل توثيق لصفحة من صفحات رحلة رجال الجيش والشرطة الأجلاء من الجانب المهني والحياتي لهم وكذلك تقديم صورا لمختلف أبناء المجتمع المصري الذين يحافظون على بلادهم ببذل كل جهد وشهدنا تضحياتهم المجيدة .