الأربعاء 26 يونيو 2024

مصر العروبة.. فلسطينيون يشيدون بقرار السيسى تخصيص 500 مليون دولار لدعم غزة: استمرار لدورها الداعم لقضيتنا

إعادة إعمار غزة

تحقيقات18-5-2021 | 17:35

أماني محمد

في استمرار لدور مصر التاريخي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني والهادف لوقف نزيف دماء الشعب الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارا بتقديم مصر مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة مصرية تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة نتيجة الأحداث الأخيرة، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار.

فيما أكد سياسيون فلسطينيون أن هذا القرار هو استمرار للدور المصري التاريخي لدعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، في ظل ما تقوم به مصر من جهود لضمان حقوق الشعب وحمايته وتقديم كل أشكال الدعم والمساندة له على المستوى السياسي والإنساني، موضحين أن مصر خلال الأحداث الأخيرة تكثف من جهودها لاحتواء الموقف ووقف العنف والتصعيد ضد الشعب الفلسطيني.

شكرا للرئيس السيسي ومصر

وفي هذا السياق، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي تقديم 500 مليون دولار كمبادرة مصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، هو استمرار للكرم المصري ولدورها في دعم الشعب الفلسطيني، مضيفا أن مصر تعتبر القضية الفلسطينية هي قضيتها، والقيادة المصرية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي أكدت ذلك.

وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال أن الرئيس السيسي منذ اليوم الأول لتسلمه الحكم، أكد أن من يريد أن يكافح الإرهاب عليه أن يجد حلا عادلا للقضية الفلسطينية، مضيفا أن مصر حاولت حقن دماء الشعب الفلسطيني منذ اليوم الأول لاعتداء الاحتلال عليهم وأرسلت وفدا أمنيا ليتحرك على كافة الأصعدة وكذلك الوفد الدبلوماسي على صعيد مجلس الأمن.

وأكد أن مصر تحاول لدى مجلس الأمن على استصدار قرارات لإدانة الاحتلال ووقف اعتداءاته ضد الشعب الفلسطيني، مضيفا أن تقديم مبلغ نصف مليار دولار لإعادة إعمار قطاع غزة هو مبادرة تلقى كل الاحترام والتقدير من الشعب الفلسطيني فهي رغم كل ظروفها الاقتصادية لا تتخلى عن فلسطين وغزة التي تعيش في غلاف الأمن القومي المصري.

وأضاف الرقب أن الشعب الفلسطيني يشكر مصر، التي استقبلت خلال الأيام الماضية جرحى الاعتداء الصهيوني على غزة وتقدم لهم العلاج في مستشفيات العريش وعندما شعرت بضيق الوضع الاقتصادي في غزة أرسلت مواد إغاثية وطبية للقطاع، موضحا أن هذه هي مصر العروبة التي تعود لممارسة دورها في المنطقة العربية، فلا نستطيع أن نقول إلا "شكرا مصر شكرا الرئيس السيسي".

وأشار إلى أن هناك حاجة لتحرك دولي سريع لحقن دماء الشعب الفلسطيني ووقف اعتداءات الاحتلال ضده ولاحقا يكون هناك اجتماعات لإعادة إعمار قطاع غزة خاصة أن هناك مؤشرات تشير إلى حاجة القطاع إلى 16 مليار دولار لإعادة إعماره، مضيفا أن هناك حاجة لحقن دماء الشعب الفلسطيني الذي هو القوة الأساسية لفلسطين.

وأكد أستاذ العلوم السياسية أن مصر تتحرك منذ اللحظة الأولى لحقن دماء الشعب الفلسطيني على الصعيد الأمني والسياسي، مضيفا أن الشعب الفلسطيني في حاجة للتحرك العربي خاصة على المستوى الدولي للضغط على الاحتلال.

 

 

استمرار للدور التاريخي لمصر

ومن جانبه، قال السفير بركات الفرا، سفير فلسطين السابق لدي مصر، إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بتخصيص 500 مليار دولار لإعادة إعمار قطاع غزة هو محل شكر واحترام وتقدير من الشعب الفلسطيني، مضيفا أن هذا القرار يأتي استمرارا للدور التاريخي الذي قامت به مصر في دعم القضية الفلسطينية منذ عام النكبة عام 1948.

وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال، أن مصر منذ ذلك الحين وهي تتبنى القضية الفلسطينية وهي تعتبرها قضية مصرية من الدرجة الأولى إلى يومنا هذا، مضيفا أن كل الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة على مر السنوات تبذل فيها مصر جهودا كبيرة لوقفها وتقوم باتصالات مع الجانب الإسرائيلي ومع كل الدول المعنية لوقف هذا الاعتداء.

وأكد أنه منذ وقوع العدوان الحالي تدخلت مصر منذ اللحظة الأولى لوقفه وحقن نزيف الدماء سواء على القدس بعد اقتحام المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح أو الحرب الإجرامية التي شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة، مضيفا أن مصر دائما تتحمل عن الدول العربية وليس فلسطين فقط مسئولية الدفاع عن المنطقة، فمصر هي الدولة الأكبر والرائدة في الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن المطلوب في الوقت الحالي هو وقف الاعتداء على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والتعهد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدم تكرار الاعتداء مرة أخرى وذلك قبل البدء في إعادة الإعمار، موضحا أنه يجب استصدار قرار من مجلس الأمن يلزم إسرائيل بعدم الاعتداء على قطاع غزة وتطبيق قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

وشدد على أنه طالما هناك احتلال واعتداءات في القدس والضفة الغربية وغزة ستظل حالة عدم الاستقرار وتعقيد الأمور، لكن إذا انسحبت الإسرائيل وألزمها مجلس الأمن بعدم الاعتداء سيتحقق الإعمار، موضحا أن إسرائيل كيان مارق وخارج على القانون ولا تعتبر بالقوانين الدولية والإنسانية.

 

 

مصر شريك على الدوام للشعب الفلسطيني

ومن جانبه، أعرب الدكتور أسامة شعث أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، السياسي الفلسطيني، عن ترحيبه وإشادته وتقديره بإعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تقديم مبلغ نصف مليار دولار لإعمار غزة، مضيفا كل التقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي ولمصر شعبا وقيادة، موضحا أن هذا القرار دليل على أن فلسطين في قلب كل إنسان مصري.

 

وأكد في تصريح لبوابة دار الهلال أن هذا القرار يعبر عن  التضامن المصري الكامل على المستوى الرسمي والشعبي مع أشقاءهم في فلسطين رغم أن مصر  في أشد وأحوج الأوقات لبناء الدولة واستعادة عافيتها المالية والاقتصادية، مضيفا أنه منذ اللحظة الأولى لتولي الرئيس السيسي الحكم في مصر 2014 استبشر خيرا بتولي الرئيس السيسي الحكم في مصر.

 

وأضاف شعث كنا ومازلنا نستبشر خيرا بمصر، وأن مصر شريك على الدوام للشعب الفلسطيني في كفاحه ونضاله الطويل ضد الاحتلال الصهيوني الغادر والهمجي، موضحا أن مصر لم تتخل يوما عن فلسطين باعتبارها القضية المركزية الأولى للأمة العربية، وهذا ليس غريبا وليس جديدا على جمهورية مصر الشقيقة الكبرى والحاضنة الأولى للنضال الفلسطيني.

 

وأوضح أنه مصر هي شريك في كل المراحل والأزمنة وفي أشكال النضال السياسي والمعنوي والمادي كيف لا ودماء خير أجناد الأرض سالت وروت ارض فلسطين في أزمنة عديدة، مؤكدا أن مصر أول من حافظ على الهوية الفلسطينية بعد نكبة 1948 بتأسيس حكومة عموم فلسطين 1949 وأن مصر أول  من أطلق المقاومة الفلسطينية 1953م بقيادة العقيد مصطفى حافظ.

 

وأشار السياسي الفلسطيني إلى أن مصر دعمت تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية 1964، ودعمت الثورة بالتدريب والسلاح والمال والعتاد في حرب الاستنزاف ثم في الدعم والإسناد السياسي واللوجستي الدائم في تأسيس السلطة الفلسطينية 1994م ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية.

 

وشدد على أن مصر في العدوان الماضي 2008 وعدوان 2014 بدأت منذ اللحظة الأولى بالعمل على وقف العدوان وتحقيق تهدئة ثم فتحت مستشفياتها لاحتضان ومعالجة المصابين والمرضى واستشفاءهم، والآن مصر لم تتأخر منذ اللحظة الأولى لبدء العدوان وبدأت بالفعل بالتحرك على كافة المستويات فأرسلت وفدا أمنيا رفيعا لإجراء مفاوضات لتحقيق تهدئة فورية.

 

وأكد أن مصر وضعت خطة سياسية لتحقيق تسوية شاملة وليس وقف للعدوان حتى لا نرى عدوان جديدا على الشعب الفلسطيني فالحل الجذري والحقيقي هو إنهاء الاحتلال كليا وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس، مشيرا إلى أنه على المستوى الإنساني قدمت مصر فورا مساعدات طبية عاجة وأرسلت إسعافات مجهزة بمعداتها وطواقمها الطبية، كما فتحت مستشفياتها أمام المصابين من العدوان.

 

وأوضح أن الشعب الفلسطيني باختلاف أطيافه لن ينسى مواقف مصر ونحن نتوارث التقدير والحب لمصر بشعبها وجيشها وقيادتها جيلا بعد جيل ونتمنى لمصر وللامة العربية كل الخير والتقدم والتطور.