السبت 29 يونيو 2024

"الزينبان".. قصة كفاح على رصيف واحد

30-1-2017 | 17:29

كتبت- فاطمة مرزوق

ابتسامة رضا لا تفارق ملامحهما تبث الأمل فى كل من ينظر إليهما، تجلسان سوياً على رصيف واحد أمام أقفاص العيش التى تحدد موعد انتهاء يومهما حين تصبح خالية من الخبز، خطوات قصار تفصلهما عن بعضهما البعض، تتلاشى بمجرد أن تقل حركة البيع والشراء، فتجتمعان على ذات الكرسى، تتحدثان عن متاعب الحياة وتحرص كل منهما على أن تبث الهدوء والطمأنينة على قلب صديقتها ليتمكنا من استكمال قصة كفاحهما.

15 عاما مضت ومازالت حياة «زينب السيد» ورفيقتها «زينب حسن» كما هي، تتلخص فى رصيف واحد تجتمعان فوقه كل يوم، ورزق واحد لا تملكان سواه لتنفقا على أسرتيهما.

 بدأت «زينب السيد» قصة كفاحها منذ 30 عاما، حين أعلن زوجها عزوفه عن العمل، لتجد نفسها الأب والأم فى آن واحد، تقول: «جوزى كان أرزقى وشغال يوم آه وعشرة لأ لحد ما الشغل قل خالص وقعد فى البيت، نزلت اشتغلت عشان أصرف على تعليم بناتى الـ3 وأجوزهم وأسترهم».

ولم تختلف معاناة «زينب حسن» عن رفيقتها «زينب السيد»، حيث أجبرتها الظروف على العمل منذ 15 عاما، بعد إصابة زوجها بمرض الغضروف، تقول: «كان بيتشغل على قد صحته وبعدها بطل شغل ولقيت المسئولية كلها عليا، أنا عندى ولدين وبنتين فى التعليم والبنات على وش جواز، انا اللى شايلة البيت كله بمصاريف الأكل والشرب والإيجار وجوزى مش بيساعدنى فى أى حاجة».

تعيش زينب ورفيقتها بعزبة فكيهة التابعة لمنطقة ترسا المنيب، تبدآن يومهما فى الـ7 صباحاً، تمر الساعات ثقيلة مملة عليهما إلى أن ينتهى يومهما مع نفاد الخبز من الأقفاص الخاصة بهما، ثم تعاود كل منهما أدراجها لتستقبلا معاناة جديدة تبدأ بمجرد دخول المنزل، وتضيف المرأة الخمسينية: «كل واحدة فينا بتروح تكمل شغل فى البيت من تنضيف لأكل وشرب ومش بنشوف راحة ولا نوم ومش هينفع نتطلق عشان كلام الناس واهو ضل راجل ولا ضل حيطة».