كتبت- فاطمة مرزوق
جلسوا يستريحون بعد ساعات متواصلة من العمل، يجوبون فيها كافة الشوارع، طامحين في القضاء على آخر ورقة قمامة بها، ليعودوا إلى منازلهم على أمل الفوز بقسط من الراحة، حالة من الضجر بدت واضحة على ملامحهم بمجرد أن بدأ الحديث عن موجة ارتفاع الأسعار التي طالت كافة السلع، فأخذوا ينعون حظهم السيئ الذي قذف بهم للعمل كعمال نظافة، بعد أن فقدوا الأمل في الحصول على الزيادة التي كان من المقرر تطبيقها في يوليو الماضي.
أنور عبد التواب أحد العاملين بإدارة المنيب التابعة لهيئة نظافة الجيزة، يقول: «في زيادة على المرتبات 7% منعرفش لحد دلوقتى هتطبق أمتى، أنا مرتبي 1000 جنيه ومعايا 4 عيال في المدارس، وبدفع 400 جنيه إيجار وبسدد في قرض بـ7 سنين، ده غير الأسعار اللي غليت».
يلتقط منه أطراف الحديث «صلاح سليمان»، رفيقه في العمل، مشيراً إلى أن مهنتهم من أكثر المهن خطورة ومشقة، لذلك فلابد أن تلتزم الدولة بإعطائهم حقوقهم والنظر إليهم بعين اللين والرحمة، يقول: «إحنا بيجيلنا أمراض الدنيا وبنشتغل في عز الحر والبرد، جالى فيرس سي أنا وكذا حد شغال معايا ومرتبنا ميأكلش نفر، ده غير التأمين الصحي اللي مش بيدينا أي علاج وكله بيبقي على حسابنا، طالما رفعوا الأسعار يبقي يطبقوا زيادة المرتبات علينا إحنا قربنا نشحت».