على مدار عقود من الاحتلال، تعرض الشعب الفلسطيني لجميع أنواع الانتهاكات والاعتداءات، التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والمستوطنين والعصابات اليهودية، إذ لا يعتبر العدوان الأخير على قطاع غزة وحي الشيخ جراح بالقدس، والمسجد الأقصى، إلا حلقة في سلسة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الصامد.
وخلال الأيام الماضية شهد قطاع غزة غارات نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، لقصف مناطق في القطاع ما أدى إلى تدمير بيوت سكنية، وتدمير البنية التحتية هناك، وذلك بعد سلسلة من الاعتداءات التي نفذتها أيضا على حي الشيخ جراح والمقدسيين هناك واقتحام المسجد الأقصى ومنع صلاة التراويح في رمضان.
تاريخ جرائم الاحتلال
لم تبدأ جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني مع النكبة وحرب 1948 بل بدأت قبل ذلك بكثير من خلال سلسة من المجازر وعمليات القتل الجماعي والنهب وتدمير القرى وقتل النساء والأطفال بهدف نشر الرعب وتهجير الشعب الفلسطيني من دياره.
فمع وقوع فلسطين تحت الاحتلال الإنجليزي عقب الحرب الكبرى وذلك عام 1917 شهدت فلسطين المزيد من الثورات بل كان الوضع عبارة عن ثورات دائمة يتخللها فترات من الهدوء، وذلك رفضا للسياسة الإنجليزية الظالمة التي هدفت إجلاء الشعب الفلسطيني عن بلاده تنفيذا لوعد بلفور الذي تعهد بإقامة وطن قومي لليهود.
جرائم من 1921 حتى 1938
وخلال تلك الفترة قبل الاحتلال من عمر فلسطين شهدت الكثير من الجرائم، استعرضها كتاب فلسطين الشهيدة والذي قدم سجلا مصورا لبعض فظائع الإنجليز واليهود في الفترة من1921 حتى 1938.
فخلالها وقعت الثورة الأولى في القدس عام 1920، والثانية في يافا في 1 مايو 1921، وامتدات حتى طول كرم، وارتكب خلالها اليهود الكثير من الفظائع فاعتدوا على النساء والأطفال واستعملوا ماء الفضة لحرق الوجوه وتشويهها.
وخلال الثورة الثانية أسر الإنجليز نحو 40 جريحا عربيا بعد موقعة وقعت بينهم وبين اليهود، وبعد أسرهم ذهبوا بهم إلى مستعمرة لليهود الذين أجهزوا عليهم وقتلوهم أشر قتل.
ثورة البراق 1929
وبين عامي 1921 و1929 وقعت العديد من الثورات الأخرى في القدس وحيفا وغزة ونابلس وبيسان، ثم وقعت ثورة عامة في أغسطس 1929، شملت فلسطين كلها، وكانت أهم أحداثها في القدس والخليل وصفد ويافا وحيفا، والتي وقعت نتيجة اعتداءات اليهود على البراق الشريف والمسجد الأقصى، وكان ضحايا تلك الثورة بالمئات نتيجة القتل بالرصاص، وكذلك إقامة مشانق للفلسطينيين، فكان من شهداء تلك الثورة فؤاد حجاز ومحمد جمجوم.
ثورة المظاهرات في القدس ويافا 1933
في عام 1933 ازداد الخطر اليهودي وكان من أقوى إنذار للخطر تضخم الهجرة اليهودية والاستيلاء على مساحات واسعة من الأرض، فقرر الشعب العربي إقامة مظاهرات عامة دورية كل أسبوع في مدينة احتجاجا على ذلك.
فكانت المظاهرة الأولى في القدس في 13 أكتوبر 1933، حيث اصطدم المتظاهرون بالبوليس الإنجليزي ورشقوهم بالأحذية لأنهم كانوا عزلا من السلاح، وكانت المظاهرة في الجمعة التالية في يافا، لكن جنود الإنجليز قاموا بدهس المتظاهرين بالخيول وضربوهم بشراسة، لكن المتظاهرين ضربوهم بالعصى والحجارة حتى هزموهم لكن ذلك أدى إلى مقتل نحو 27 رجلا من العرب وجرح نحو مائة.
الثورة الفلسطينية الكبرى 19 أبريل 1936
بدأت تلك الثورة في فلسطين في 19 أبريل 1936 بالإضراب العام الدائم الذي تحول إلى ثورة طاحنة امتدت لسنوات عديدة بعدها، وخلالها ارتكب الإنجليز الكثير من الجرائم للقضاء على الثورة كان أشهدها عنفا النسف بالديناميت لهدم البيوت وتدميرها من خلال تفجيرها، وقد أدى ذلك لنسف نحو ألف بيت في فلسطين، فقد فجروا أحياءا ومدنا كاملة وهو ما حدث في مدينتي يافا القديمة وجنين.
وكذلك تم هذا الأمر في فرى يافا الغربية وشعب، وقد تبقى من هذه المدن والقرى أطلالا من الدمار وآثار التدمير والنسف وظل ذلك لسنوات طويلة بعدها، كما أحر ق الجيش الإنجليزي قرية كوكب أبو الهيجاء ودمرها من خلال حرق وتفجير بيوتها.
ومن عمليات التخريب والانتهاكات التي ارتكبها الجيش الإنجليزي عمليات التعذيب والقتل في القرى، حيث كانوا يقتحمون القرى أو المدن فيروعون أهلها ويعذبونهم ويقتلونهم بالرصاص، وكذلك يخربوا البيوت ويكسروا النوافذ والأبواب ويحطمون الأثاث وينهبون الأشياء الثمينة، إلى جانب بعثرة وإهانة القرآن الكريم وأوراق المصاحف.
كما عملوا على تحويل بعض القرى إلى سجن من خلال إقامة أبواب حديدية حولها لا تفتح إلا نصف ساعة خلال ثلاث مرات يوميا، مع تعذيب الفلاحين وقتل الأطفال والنساء دون رحمة، كما أقاموا المحاكم العسكرية لكل من وجدوا في حوزته أسلحة أو ذخيرة ويقضون بإعدامهم.
وكان من نتائج هذه الأعمال الإجرامية نزوح الأهلي عن القرى هربا من البطش والتعذيب فهجروا بيوتهم إلى المدن وأقاموا في المساجد والكنائس والشوارع