عندما رجع الأمير عزيز حسن، حفيد الخديوي إسماعيل، من الخارج اشترى سيارة فرنسية الصنع من طراز "دي ديون بوتون"، وكانت تسير بالبخار، ودخلت ميناء الإسكندرية عام 1890، وكان الأمير يستخدم سيارته في الترفيه والمغامرة.
ويذكر أن خديوي مصر عباس حلمي الثاني كان يمتلك سيارة اشتراها في وقت لاحق، وكانت للترفيه وليس للتنقل، حيث إن الطرق في ذلك الوقت لم تكن مجهزة لسير السيارات بالإضافة لعدم توفر الوقود، وكانت الحوادث في تلك الفترة كبيرة، كما حدث مع الأمير محمد علي توفيق، ولي عهد المملكة المصرية عام 1901 عندما اصطدم بسيارته في عربة كارو.
وكانت العربة الكارو تحمل أخشابا حيث سقطت كلها عليه، فأدت إلى تهشم السيارة وتسبب الحادث في إصابات بالغة للأمير، والطريف أن الناس وحتى الحيوانات كانت تخشى هذا الاختراع الجديد والمسمى "السيارة".
وفي عام 1904 قرر الأمير عزيز حسن، أن يقوم برحلة هي الأولى من نوعها بين القاهرة والإسكندرية بسيارته، وكان بصحبته اثنين من أصدقائه، وكانت مسافة الرحلة 210 كم والسيارة تسير بسرعة 20 كم/س، ونتيجة أن الطرق لم تكن ممهدة في مصر في ذلك الوقت اضطرت السيارة أن تعبر بين الحقول والجسور على حافة الترع، فأتلفت المزروعات وقتلت بعض الحيوانات، كما حدث شبه رعب للفلاحين من " العفريت "، الذي يسير في قلب المزارع.
ويذكر أن الأمير قد تكلف بدفع تعويضات للفلاحين، واستمرت المغامرة الصعبة عشر ساعات وصل بعدها الأمير وأصدقاؤه إلى القاهرة، وهم في حالة من الإرهاق والإعياء الشديدين.