الخميس 23 مايو 2024

عزبة «الجامعة» جمعت أهالى المحافظات تحت سقف «الأزمات»

30-1-2017 | 17:47

 

كتبت- فاطمة مرزوق

طريق متعرج لا يخلو من المطبات، وغبار يتجدد مع قدوم كل «توك توك»، كأنه يرحب بالزائرين، على جانبى الطريق بيوت صغيرة ذات طابق واحد تشبه «العشش» وتتصل بكوبرى يؤدى إليها، بمجرد عبور الكوبرى تظهر أكوام القمامة، تلتف حول البيوت، تنبعث منها روائح كريهة، وسط كل هذا يعيش سكان عزبة «الجامعة» بمنطقة «مؤسسة الزكاة» بالقليوبية، الذين اعتادوا هذا الوضع البائس بعد أن فشلت كافة محاولاتهم فى حل مشاكلهم.

 

هنا اجتمع سكان محافظات مصر، بعد أن ضاقت بهم الظروف فلم يجدوا مكانًا يأويهم سوى تلك العزبة، لكنهم صدموا بمعاناة جديدة اجتمعت فيها كافة أنواع الأزمات، أبرزها أزمة القمامة والصرف الصحى.

◄الرشاح والقمامة

خلف كوبرى العزبة، يجلس «إبراهيم على» أمام منزله الملاصق لـ«الرشاح» بجواره خراطيم المياه التى يسارع باستخدامها إذا نشب حريق فى القمامة، يقول: «أول مشكلة بتواجهنا الزبالة والرشاح، قولنا للحى يشيلها طلبوا 400 ليهم و400 للحفار اللي هشيل، لمينا من الناس على قد ما قدرنا والمبلغ مكملش لأن الناس هنا كلها على قد حالها».

◄ أزمة «عقب سيجارة»

هبط الرجل الأربعينى برفقة زوجته من محافظة بنى سويف منذ 10 سنوات، بعد أن سأم من البحث عن عمل هناك، وأكمل: «بنبيع فراخ على الله، فكرنا أننا هنيجى العزبة وهنرتاح لقينا المشاكل أكتر، العشة بتاعتنا فى وش الزبالة والرشاح وعقب سيجارة بيولع الدنيا، وكذا مرة كابل الكهربا يضرب ومفيش أي إسعاف أو مطافي بترضى تيجي لما بنطلبهم».

وعن سبب تسمية العزبة بهذا الاسم، يقول: «سموها الجامعة عشان فيها ناس من كل محافظات مصر ومن كل الأماكن البعيدة».

لم تقتصر مشاكل عزبة «الجامعة» على ذلك، بل شملت أيضًا مشكلة الصرف الصحى، بالإضافة لعدم وجود مستشفيات أو أى مرافق عامة قريبة من السكان.

«كوثر سيد» من محافظة المنيا، تعيش برفقة أحفادها الـ5، بعد أن تزوجت ابنتها وتركتهم تحت رعايتها، تقول:«بندفع عوايد كل سنة على المتر 2 جنيه، بس العيشة هنا صعبة، عاملين سيراميك وبلاط فى الأرض وبتريح برضه، والمجارى تطفح علينا، اشتكينا للمسئولين كتير ومفيش فايدة».

◄ الإهمال يغتال «البراءة»

تلتقط منها أطراف الحديث «فاطمة جمعة» والدموع تغمر وجنتيها، جاءت المرأة الثلاثينية من محافظة الشرقية برفقة زوجها وأنجبت طفلين، لكنهما لقيا مصرعهما، تقول: «منة كان عندها سنتين، جاتلها حمى بليل واستنيت للصبح عشان ألاقى مواصلات للمستشفى لأن المنطقة مقطوعة، ولما وصلت بيها كانت ماتت، وبعدها بسنة مات محمد عنده 3 سنين بسبب السخونية برضه، ومكنتش بعرف أوديه لدكاترة، والوحدة الصحية بتقفل من قبل الظهر، ياريت يعملوا مستشفى هنا عشان الأطفال بتموت والناس متعذبة».