الخميس 23 مايو 2024

«الصدقة والعلم والتربية».. أشجار لا تنقطع ثمارها عن العبد بعد وفاته

الدعاء للمتوفي

دين ودنيا20-5-2021 | 16:58

محمد الأسيوطي

مما لا شك فيه أن معرفة أجور الأعمال وثمراتها والنتائج المترتبة عليها يدفع أهل الهمم العالية للعمل والجد والاجتهاد إلى السبق إليها ونيل خيرها، والفوز بالجنة والنجاة من النار هو شغل المؤمن الشاغل وكذلك أحواله في القبر وأهوال البرزخ واليوم الآخر، لأن الجميع يعلم علم اليقين أن الحياة لها نهاية والدار الآخرة هي دار البقاء والخلود وعلينا جميعا تعميرها لقوله تعالى: «كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ».

وروى ابن ماجه في سننه عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل: ما تقول في الصلاة؟، قال: أتشهد ثم أسأل الله الجنة، وأعوذ به من النار، أما والله ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال: «حولها ندندن»، ورواه أبو داود وأحمد ، وصححه الألباني وشعيب الأرناؤوط.

ويتطلع المؤمنين إلى عمل الصالحات والإعتراف من الخير والإزدياد من الأجور ورفعة الدرجات والوقاية من العزاب، وكذلك ينشغل الأبناء بعمل خير لوالديهم يؤتي ثمار كثيرة.

وترصد لكم «دار الهلال»  حديث بليغ وعظيم الأجر للنبي صلى الله عليه وسلم، أرشدنا إلى كل الخير وما ترك علم يقربنا إلى الدرجات العلى ويحول بيننا وبين النار ويرضي خالقنا إلا وعلمه لنا وهو: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، وهذه الأحاديث لا تحتاج إلى توضيح، لأنها تحتوي على ما يحدث للعبد بعد وفاته والأعمال التى يستمر أجرها وخيرها له حتي بعد وفاته، وأن كل الأعمال تنقطع إلا هذه الثلاث.

وبدأ صلى الله عليه وسلم بالصدقة الجارية: وهي نفس الصدقة العادية لكن مستمرة في النفع مثل بناء الأوقاف من مدارس لمساجد لمستشفيات لآبار ماء وأشجار مثمرة وتمهيد طرق وخلافه، يستمر نفعها للمحتاجين و يظل أجرها قائم طالما النفع مستمر.

ثم علم ينتفع به: وهو كتاب صنفه وتعلم منه الناس أو تلاميذ نشروا علمه أو أنفق على الطلبة والمدارس، تظل الأجور تدخل صحيفته طالما العلم ينتشر ويستمر أو من يحمله ينشره.

ثم ختم الرسول صلى الله عليه وسلم إرشاداته بالولد الصالح الذي يدعو له: وهو من النفع الطيب للميت ولا يستلزم ولده فقط بل كل الدعاء من كل الصالحين وصدقاتهم لكن الأخص الإبن الصالح الذي هو امتداد والده.