أجرى الرئيس الأمريكى جو بايدن، مساء اليوم، اتصال هاتفى، مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، لمناقشة الأحداث الفلسطينية الأخيرة، وجاء الاتصال بالتزامن مع العديد من التخبطات في المنطقة وعلى رأسها التعنت الإثيوبي والرغبة في ملء السد بإرادة منفردة من جانبا آخر، ولاسيما النزاعات في المنطقة الإفريقية.

وأكد دبلوماسيون أن اتصال بايدن بنظيره المصري سيتطرق إليها، خاصة لما تلعبه مصر من دورا مؤثر في المنطقة، كما أنها أول المهتمين بالقضية الفلسطينية

 

الجهود المصرية لحل الأزمة الفلسطينية

وفي هذا السياق، قال السفير محمد العرابي، وزير خارجية مصر الأسبق إن مكالمة الرئيس الأمريكي جو بايدن للرئيس عبدالفتاح السيسي هي الأولى من نوعها منذ توليه، لافتا إلى أنها جاءت لما بذلته وتبذله مصر في الأحداث الأخيرة في قطاع غزة، وسعيها الدؤوب لتقليل العنف والوصول لحل سياسي يضمن السلام للشعب الفلسطيني.

 

وأضاف وزير الخارجية الأسبق في تصريحات خاصة لـ "دار الهلال" أن المكالمة كانت لتشيد بالدور المصري الأكثر فاعلية في المنطقة، موضحا أن مصر هي من يستطيع التعامل مع مثل هذه الأزمات التي تشبه الأزمة الفلسطينية بكفاءة بصلات قوية من مختلف الأطياف، كما أنها تستطيع تقديم حلول عملية بعيدة عن بيانات الشك والإدانة، ناهيك عن تعامل مصر بشكل عملي وسريع وفعال في الوقت ذاته.

وأوضح أن التفاعل المصري تجاه القضية الفلسطينية هو من فرص أن يكون هناك تواصل مباشر على مستوى القمة بين الرئيسين الأمريكي والمصري، موضحا أن بايدن أشار من قبل إلى أنه إدارته تواصل الاتصال مع الحكومة المصرية من أجل التعرف على آخر التطورات والمساعي المصرية، وفي الوقت ذاته فأمريكا تؤيد المساعي المصرية تجاه القضية الفلسطينية، كما ترى أنه قد تكون فرصة جيدة للوصول إلى حلول تحفظ أرواح المدنيين في المنطقة.

 

أزمة سد النهضة

 

وأكد العرابي، أنه فيما يخص سد النهضة فقد أصبح هناك موقع متميز للدولة المصرية والدبلوماسية المصرية، كما أن مختلف القوى تحرص على التعامل مع الدبلوماسية المصرية حتى على مستوى القمة وعلى مستوى الرؤساء، موضحا أن الأمر في حد ذاته أمر يضيف قوى وزخم للمواقف المصرية بوجه عام.

 

العلاقات المصرية الأمريكية

وأردف أنه من المؤكد أن تشهد الفترة القادمة نوعا من الحراك في العلاقات المصرية الأمريكية، مؤكدا أنه عندما يتواجد التواصل المستمر بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ونظيره الأمريكي بايدن، والرؤساء بصفة عامة سيتجه بطبيعة الحال إلى التدرج لتواصل الحكومات وبعضها والوزراء.

ومن جانبه، أكدت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق أن مكالمة الرئيس الأمريكي جو بايدن للرئيس عبدالفتاح السيسي ستطرق بالضرورة في نقاشاتها إلى القضية الفلسطينية، حيث أنها تشغل تفكير الجميع وخاصة مصر للوصول لحل يحفظ أرواح الفلسطينيين.

 

وقف التعنت الإثيوبي

وأضافت مساعد وزير الخارجية في تصريحاتها لـ "دار الهلال" أن الحديث سيتطرق أيضا لمشكلة سد النهضة والتعنت الإثيوبي خاصة وأن الموضوع أصبح مثارا على مستوى المبعوث الأمريكي، وعلى مستوى المنطقة ككل، مؤكدة أن أزمة سد النهضة ستكون أيضا من ضمن الملفات الرئيسية في النقاش.

 

السلم والأمن في إفريقيا

وأوضحت أن الاتصال الهاتفي من الرئيس بايدن للرئيس السيسي سيشهد بالضرورة بعض الملفات المتعلقة بالسلم والأمن سواء في الدولة الليبية أو تشاد أو الصومال خاصة بشأن انتخاباتها القادمة، ولا سيما الأوضاع في إثيوبيا.