بعد نجاحها في حقن دماء الشعب الفلسطيني ووقف إطلاق النار في قطاغ غزة فجر أمس، تواصل الدولة المصرية تقديم كافة أوجه الدعم لإعمار غزة من خلال المساعدات الغذائية والإغاثية ومشاركة الشركات المصرية في إعادة الإعمار بموجب قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بتخصيص نصف مليار دولار لإعادة إعمار غزة، وهو الدور الذي وصفه سياسيون بأنه استمرار للدعم المتوصل على كافة النواحي في إطار سياسة مصر البناءة ورعايتها للقضية الفلسطينية.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمر بتوجيه أكبر قافلة مساعدات إلى الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة، بواسطة صندوق "تحيا مصر"، حيث شملت القافلة 130 شاحنة، تحمل 2500 طن من المواد الغذائية، والأدوية، وألبان اطفال، والملابس، والمفروشات، والأجهزة الكهربائية، وعددا كبيرا من المواد المتنوعة.
وتأتي التوجيهات الرئاسية، في إطار الدعم الدائم الذي تقدمه مصر للشعب الفلسطيني، بعد أن أسهمت بجهود دبلوماسية وسياسية مكثفة، في إيقاف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، وأحياء مدينة القدس.
دعم على كافة الأصعدة
وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الموقف المصري منذ بداية أزمة الأحداث في فلسطين والعدوان الإسرائيلي على غزة كان جيدا للغاية حيث رفضت مصر ذلك العداون، وكثفت جهودها الدبلوماسية لإيقاف هذا التصعيد من خلال مخاطبة كل الجهات سواء الفلسطينية أو الإسرائيلية.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن مصر عملت على تحقيق الحشد العربي لمناصرة القضية الفلسطينية ومخاطبة المنظمات الدولية والدول الكبرى، مضيفا أن مصر دبلوماسيا قامت بدورها على أكمل وجه، وكذلك من الناحية الإنسانية حيث فتحت معبر رفح لإدخال المساعدات الغذائية إلى غزة واستقبال الجرحى الفلسطينيين للعلاج في مستشفيات مصر.
وأشار إلى أن هذه الجهود اكتملت بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بتخصيص نصف مليار دولار لإعادة إعمار غزة من خلال الشركات المصرية والدور المصري في قطاع غزة، موضحا أن هذا الدور هام ويعبر عن الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية والدعم المستمر والأبدي تجاه القضية الفلسطينية، فهي قضية مصى والعرب الأولى.
وأشار إسماعيل إلى أن الدور المصري اكتمل بالسعي الدبلوماسي لوقف إطلاق النار والذي توقف بالفعل فجر أمس، حيث كان هذا الدور محل إشادة دولية، مشددا على أن الدور المصري في القضية كان سياسيا واقتصاديا ودوليا بما يؤكد أن الدور المصري مؤثر ومستمر غربيا وإقليميا.
سياسة مصر بناءة
فيما قال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن مصر لم تتأخر أبدا عن قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي عليه في الأحداث الأخيرة، وقدمت كافة أوجه الدعم السياسي والدبلوماسي والإنساني والمتمثل في المساعدات الغذائية والإغاثية للقطاع، وكذلك مساهمتها في إعادة إعمار غزة بعد قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بتخصيص نصف مليار دولار لإعادة إعمار غزة.
وأوضح في تصريح لـ"دار الهلال"، أن مصر تساهم في إعادة الإعمار من خلال الشركات المصرية المتخصصة، وهو أمر استمرار لدورها في المساعدات كما رفضت العدوان على القطاع وسعت في كافة الأصعدة حتى توقف إطلاق النار بجهود ومبادرة ووساطة مصرية بين الطرفين.
وأشار حسين إلى أن الموقف المصر ثابت ودورها منذ بداية الأزمة بناء وهادئ ومتزن، وذلك بحكم ما تتميز به السياسة الخارجية المصرية من اتزان وهدوء وحكمة في التعامل مع الأحداث وكذلك اتساقها، حيث نجحت السياسة الخارجية المصرية نجاحا باهرا فيما يخص الأزمة الفلسطينية والأحداث الأخيرة، حيث ينتظر الطرفان من مصر الكثير.
وشدد على ضرورة وقف إسرائيل لأي عدوان يقومون به بحق القدس وحي الشيخ جراح وإيقاف الاعتداء على المصليين في المسجد الأقصى وخاصة من قبل المستوطنين الإسرائيليين في الأراضي المحتلة.