خان الرجال وأفشى أسرارهم للنساء، ما جعله الرجل الأكثر إثارة للجدل، فالجميع يتساءل عن ذلك الرجل الذي يدافع عن المرأة ويساندها، هو وليد خيري، كاتب وسيناريست وعضو لجنة التعليم بالمجلس القومي للمرأة، صدر له أربعة كتب، تجاوزت المقهى دون أن يراه أحد، وهي مجموعة قصصية، ثم "رواية حارس حديقة المحبين"، ثم كتاب "السيرة الأبوية"، وأخيرا كتابه المثير للجدل "الخاين العميل".
وشارك وليد خيري في كتابة مسلسلات القاهرة 2000 مع الراحل العظيم أسامة أنور عكاشة، ومسلسل ستات قادرة، وسيت كوم تامر وشوقية، وأحمد اتجوز منى، كما شارك في كتابة عالم سمسم للأطفال، وأعمال درامية أخرى، وكان دائم الدفاع عن المرأة.
لذلك توجه «الهلال اليوم» للكاتب وليد خيري، لكشف كواليس عالم ذلك الرجل «الخاين العميل»، لجنسه من الرجال لصالح المرأة.
إلى نص الحوار..
-كونك رجلا.. لماذا تدافع دائما عن حقوق المرأة؟
نشأت في بيت يحترم فيه أبي رحمة الله عليه المرأة سواء أمي أواخوتي البنات ويعاملهن برقة متناهية مع أنه رجل من أصول صعيدية، حيث يميل الرجال هناك لمحاباة الذكور، لكن أبي كان يخص المرأة بمعاملة ألطف وطيبة، وكنت أرى ذلك النموذج والسلوك من أبي قدوة، هذا بالإضافة إلى أن النساء في مجتمعاتنا الشرقية عامة والمجتمع المصري خاصة تعاني أشد المعاناة في ظل تراجع جرعة الرجولة في دماء الرجال هذه الأيام فيكفي أن تعرفي أن نسبة تقارب الـ40% من البيوت المصرية يعولها ستات بينما رجالهم يلعبون النرد في المقاهي.
- ما السر وراء تسمية كتابك الخاين العميل.. وما الهدف الأساسي منه؟
حين انتهيت من كتابة هذا الكتاب وجدته كله مناصرة للنساء، وفيه كشف لأسرار الرجال فتعاملت مع نفسي كخاين وعميل لبني جنسي من الرجال حيث أكشف أسرارهم للمرأة، والحمد لله الكتاب طبع منه في شهرين أربع طبعات حتى الآن.
- ما أهم أسرار الرجال التي كشفتها للمرأة في الكتاب؟
هي أن الرجل يعتمد مبدأ المقايضاة بمعنى لا تمنحي الرجل شيئا مجانيا، لأنه لن يشكرك عليه غالبا، اعطيه شيئا مقابل شيء، وهذا لا يغضب الرجل، فالرجل مستحيل أن يذهب إلى عمل لا يتقاضى عنه أجرا، بينما المرأة يمكن أن تقوم بأعمال كثيرة دون أجر لأنها جبلت على العطاء.. ومن الأسرار أيضا تنظيم قانون المرور العاطفي، بمعنى ألا تمنح المرأة قلبها للرجل بشكل كامل لأن بعض الرجال إذا امتلك قلبها ذبحه كجزار قاسٍ.
- عانس أو مطقلة.. ما حال حاملات هذا اللقب في مصر؟
الطلاق والعزوبية من أكثر الأشياء التي يجحف فيها حق المرأة، فالفتاة التي لم تتزوج يطلق عليها لفظ مدلوله قبيح "عانس" يعطي معنى أنها بايرة ولا تجد عريسا، بالنسبة للرجل يصبح المدلول شيكا وجذابا «أعزب» تعطيك إحساسا بأنه بمزاجه وملهوش نفس، أما في الطلاق فالمرأة، مطلقة ومعها أولاد، لكن الرجل إذا كان كذلك فيسمونه أبا أعزب. والذين يطلقون هذه التسميات المغرضة لا يقلون قبحا عن أمريكا، التي غزت العراق وسمت جريمتها: حرب تحرير العراق.
“ومن هنا أقول يجب أولا أن نسمي الأشياء بمسمياتها فالمطلقة هي امرأة محررة من أسر رجل لم يحدث بينهما وفاق هذا لو كان رجل طيب، وهناك طلاقات تحصل بين رجال طيبين ونساء طيبات لعدم التوافق ودون تجريح حتى لا نظلم الجميع، فالطلاق لا يعني أبدا أن كل الرجال أشرار، أما إذا كان من قبيلة الذكور الأشرار فهي خارجة من سجون الاحتلال، وأحب أن أقول لهذا النوع من الذكور هدوا أعضاءكم واتركوا الزوجة السابقة تعيش في أمان الله وإلا فأنت ذكر ظالم، عجزت أن تشعرها بالأمان وهي زوجتك، ولم تتركها تعش في أمان الله وهي طليقتك.. أطلقها، ودع حياتها تبدأ بعد الطلاق، كما تبدأ أنت حياتك، وأقول للنساء وأن النهايات السيئة ما هي إلا بداية جديدة، وأن رحيل أحدهم يعني أن هناك آخر على وشك المجيء.
والست المطلقة يمكن أن تكون امرأة زوجها تزوج عليها، وأصبحت هي الأم والأب، أو سيدة رفضت أن تعيش مع رجل لا تحبه، مثل التي ذهبت إلى سيدنا النبي وطلبت الطلاق ولجأت لشرع الله وأبرت زوجها من كل حقوقها وردت عليه حديقته، أو امرأة اتهانت واضربت ولن تقبل أو نساء فاتحة البيوت وتصرف على ولادها، وعلى زوجها الذي لا يعمل ونايم في البيت.
-لماذا دائما ينظر الرجل لأمراة أخرى غير أم العيال؟
“هناك نظرية شائعة الصيت في علم النفس اسمها أزمة منتصف العمر يتعرض لها الرجل، ويكثر فيها الحديث عن الملل والزهق من حياته الزوجية أو المهنية، ويصبح مثل المراهق، ينتقد كل شيء، ويختلق مشكلة مع شريكته لأتفه سبب، ولا يفعل شيئا سوى التذمر واتهام امرأته أنها خميرة عكننة، ويبدأ الرجل بالتفكير في الخيانة الزوجية أو العاطفية كنوع من تحدي هذا الملل، مع أنه في الحقيقة في هذه الفترة يكون شخص ممل والطريقة الوحيدة لقتل الملل هو البعد عنه، لكنه كمعظم الرجال المتغطرسين لا يرى نفسه المشكلة أو حتى جزءا من المشكلة، ويبدأ في إظهار تغيرات سلوكية عجيبة، كالوقوف طويلا أمام المرآة، ومن الممكن أيضا عمل كول تون لموبايله حيث تفاجأ زوجته حين تتصل به بكول تون، بعيد عنك حياتي عذاب.
في حين تتأكد أنها غير المعنية بهذه النغمة لأنه قال لها وهو خارج وبيرزع باب الشقة: إنتِ الجحيم بعينه. عليكِ وقتها أن تتأكدي، أن زوجك يعيش أزمة منتصف الرجل، التي يسميها علم النفس تلطفا وتأدبا، لكن الحقيقة هي ليست كذلك، وأقصد بها أنه نصف رجل لأنه لو كان رجلا حقيقيا ما هرب من مواجهة مشاكله أو خلافاته معك بالدخول في علاقة أخرى، بل كان يفترض عليه أن يبحث أسباب الملل ويشاركك الأزمة فتصلا معا إلى بر الأمان.
- ما أكثر التحديات التى تواجه المرأة في مجتمعنا؟
أكبر جريمة يمكن أن ترتكبها فتاة أو امرأة في حق نفسها هي أن تتزوج رجل فقير، الفقر ليس فقر المال لكنه فقر الخيال، فلولا فسحة الخيال لمات الجميع كمدا من زنقة الحياة وسخافتها.. لهذا خلق الله الخيال.. الخيال لا يتطلب سوى أن تغمض عينيك لتهرب من همومك بعض الوقت، وتحلق في فضاءات السعادة، لكِ أن تتخيلي الحياة تحت سقف واحد مع رجل فقير يعاني من ضيق ذات الخيال حتى إذا ضاقت عليكِ الأرض بما رحبت، وجدتِ إلى جوارك رجل لا يهش ولا ينش مع مشاكل الحياة اليومية وروتينها القاتل والضغوط التي تجعل الحياة بعيد عنك عذاب.. لا خيال في الكلام ولا خيال في الأفكار ولا خيال في فعل الحب ولا خيال ظل حتى ولا مآتة.. رجل مثل الطوبة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأفكار، وآخر ما ينتجه خياله العقيم عند حدوث توترات منزلية زوجية هو أن ينزل إلى المقهى ليحتسي على حوسته السوداء واحد شاي وحجرين شيشة مع توتو والسبع وويشا، ويعود آخر الليل ياني ياني ياني، ويتوقع أن تكون المشكلة حلت، ولا ينظر إلى قلوب أققفلها".