الأربعاء 27 نوفمبر 2024

خبراء: «رحلة العائلة المقدسة» تضع مصر على خريطة السياحة الدينية

  • 8-5-2017 | 22:43

طباعة

خرجت السيدة مريم العذراء من فلسطين حاملةً طفلها الصغير، تمطى دابة ويرافقهما يوسف النجار، متجهةً إلى مصر هرباً من بطش الملك هيردوس، الذي كان يقتل أطفال بني إسرائيل؛ خوفاً من أن يرث أحدهم الملك منه، وخلال الرحلة مرت العائلة المقدسة في مصر بـ 30 موقعا يعتبر كُل منها بقعة مقدسة لمسيحيَ العالم بدايةً من العريش بسيناء مروراً ببابليون (القاهرة القديمة)، وصولاً إلى الدير المحرق بأسيوط ومكثوا به 190 يوما، وبعد أكثر من ثلاث سنوات قضتها العائلة المقدسة في مصر ذهابا وإياباً عادت إلى فلسطين مرة أخرى وجاءت البشارة إلى يوسف النجار بوفاة هيردوس ، وتحقق قول الكتاب المقدس«من مصر دعوت ابنى» ، وخلد الزيارة إنجيل متّى.

مشروع وزارة السياحة

وكان لدى وزارة السياحة مشروع منذ عام 2005 لمسار رحلة العائلة المقدسة بهدف جذب السياحة الدينية، إلا أنه تعطل عقب ثورة 25 يناير 2011 ، ولكن الآن بدأ إحياء المشروع مرة أخرى؛ بهدف وضع مصر على خريطة السياحة العالمية ومحاولة استعادة السياحة، كما كانت عليه قبيل 2011 ، واعتمادًا على المسار المحدد من قبل الكنيسة الأرثوذكسية، والمعتمد من البابا تواضروس الثاني .

دعم بابا الفاتيكان للسياحة الدينية بمصر

ودعم عودة المشروع بقوة زيارة بابا الفاتيكان مؤخراً إلى مصر ، حيث كان لحديثه عن مسار العائلة المقدسة بمصر صدى واسعاً على مستوى العالم ، وتمت تغطيته من قبل 130 قناة فضائية، و38 موقعًا إخباريًا عالميًا، وقال  البابا: "إنني سعيد حقًا أن آتى كصديق ومرسل سلام وحاج على الأرض التي كانت منذ أكثر من ألفي عام ملجأ للعائلة المقدسة التي هربت من تهديدات الملك هيرودس، ويشرفني أن أزور الأرض التي زارتها العائلة المقدسة".

مسار رحلة العائلة المقدسة

وبدأت رحلة العائلة المقدسة من فلسطين إلى العريش بسيناء حتى بورسعيد ، إلى قلب الدلتا ، شرقها وغربها، المطرية، المعادي، مصر القديمة، إلى قرية درنكة بصعيد مصر ، وحرصت خلال العودة على اتخاذ طريق آخر انحرف بهم إلى الجنوب قليلاً حتى جبل أسيوط المعروف بجبل درنكة مرورا بوادي النطرون، والدلتا وسخا، ثم وصلوا إلى مصر القديمة ثم المطرية، ومنها إلى سيناء ثم فلسطين، أي حوالى ألفي كيلو متر كانت وسيلة مواصلاتهم الوحيدة ركوبة ضعيفة إلى جوار السفن أحيانا في النيل قاطعين معظم الطريق مشياً على الأقدام متحملين حر الصيف وبرد الشتاء .

وتعد مصر البلد الوحيد الذي زاره السيد المسيح خارج فلسطين وقال عنه: "مبارك أرض مصر مبارك شعبي مصر" ، كما حددت الكنيسة المصرية الدير المحرق وكنيسة المهد وكنيسة هيرودوت وشجرة المطرية ، وثلاثة مناطق بوادي النطرون، وكنيسة أبو سرجة بمصر القديمة، وكنيسة العذراء بالمعادي ، ثم جبل الطير، ودير المحرق، ودير العذراء ، درنكة ، كما يوجد حجر مطبوع عليه قدم السيد المسيح، وآبار مياه، وأشجار استظلت تحتها العائلة المقدسة.

خبراء السياحة : المشروع يضع مصر على خريطة السياحة العالمية

وقال محمد الصياد ، وكيل وزارة السياحة ، وعضو هيئة تنشيط السياحة سابقا " زيارة البابا مهمة جدا للسياحة المصرية ، ويوجد 30 مزارا سياحيا لرحلة العائلة المقدسة بمصر ، وعدد مسيحيَ العالم 3.5 مليار مسيحي إذا جذبنا 10% فقط منهم فذلك يعني قدوم 35 مليون سائح على أقل تقديرات هيئة تنشيط السياحة ، ويضع مصر على خريطة السياحة العالمية، وينبغي ترويجها بالمعارض ومؤتمرات والمهرجانات الدولية واستضافة المشاهير وأفلام وثائقية وتسجيلية لرحلة العائلة المقدسة بالتعاون بين السياحة والثقافة والكنيسة".

وتابع "لابد من توفير البنية التحتية لاستيعاب العدد الكبير من طرق وكباري وكهرباء ومياه وفنادق مخفضة التكاليف بدلاً من الفايف ستارز مثل فنادق أوربا لأن السائح يحتاج غرف صغيرة ونظيفة ورخيصة ".

وقال عصام علي، الخبير السياحي: "الاهتمام برحلة العائلة المقدسة كسياحة دينية يعتبر إضافة لمقومات السياحة المصرية المتنوعة، وتتأثر بها دول شرق أوربا وجنوب شرق آسيا بسبب زيادة نسبة المسيحين بها، خاصة ألمانيا وإيطاليا وفرنسا ، وجرى التركيز على 8 مواقع ضمن 30 موقعا لمسار العائلة المقدسة، ومن المتوقع أن يشهد المشروع رواجا كبيرا عام ؛2020 لأن فترة 36 شهراً كافية للدعاية، والمشروع على غرار سياحة الحلال بتركيا كسياحة دينية ، وسيجذب المسيحين كبار السن للحج بمصر ونحن تأخرنا بالإعلان عنه ".

وذكر "يوجد 26 سوقا سياحيا عالميا يجب التركيز عليها ، وضع مواقع العائلة المقدسة على موقع أكسبيديا وهو موقع أطلقته هيئة تنشط السياحة داخل الأوساط الأوربية بهدف الاستحواذ على 50% من السياحة الأوربية ، والدعاية بوسائل الإعلام العالمية كالصحف والفضائيات الأكثر انتشاراً ، وملصقات وإعلانات بمترو الأنفاق داخل الدول الأجنبية، وداخل الكنائس والأديرة، ومجموعة أفلام تسجيلية ومعارض وكلها تكلفتها بسيطة، ويجب إطلاق قناة وصحيفة متخصصة للسياحة موجهة للدول الأجنبية موضح بها أرقام المكاتب بالدول والبيانات كاملة، كما يجب وضع مواقع العائلة المقدسة على موقع التأشيرة الذي سينطلق يونيو المقبل".

ولفت إلأى أن " زيارة البابا تدعم السياحة قبيل الموسم الصيفي ودعاية مجانية لمصر وتزامنا مع قرب الانتهاء من الموسم الدراسي بعدة دول أجنبية ، وفرصة لاستعادة السياحة الإيطالية بعد واقعة جوليو رجيني ، وكانت مصر  حققت عام 2004 أكبر وفود لمصر بمليون سائح يركزون - بالترتيب - على مرسى علم وشرم الشيخ والغردقة ".

وطالب وزارة السياحة بإعادة فتح الـ 18 مكتب بالخارج التي تم غلقها فلم يتبق لنا سوى 8 مكاتب فقط لا تتناسب مع 256 دولة بالعالم ، حتى لا نعطى الفرصة للدول المنافسة كتركيا ودبى وتونس والمغرب للسيطرة على السوق السياحي المصري.

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة