عندما تخطو بقدميك داخل مجمع الأديان، الذي يزين قلب القاهرة القديمة؛ ستشعر بأنك أمام رسالة خاصة جدا، يحملها لك المكان، تؤكد أنه رمز عريق لوحدة وطنية لا يمكن هزيمتها، أو كسرها.
ويضم مجمع الأديان أديرة، وكنائس، ذات سمة سياحية رفيعة، تزخر بالفن راق معماريا، وتتعانق جميعها مع واحد من أشهر وأقدم مساجد المحروسة وهو جامع «عمرو بن العاص». «الهلال اليوم»، تجولت في رحاب هذه المعالم التاريخية، لتنقل بعدستها صورة حية لواقع يعيشه المصريون منذ الفتح الإسلامي.
معالم شامخة
تحت حراسة مشددة من أسوار قلعة صلاح الدين الأيوبي، يعيش أهالي القاهرة القديمة، على مشارف مجمع الأديان، الذي يضم المتحف القبطي، وعلى أبواب المتحف القبطي الذي يزين المكان، يقف المرشد السياحي أبو الطيب، استعدادا لاستقبال فوج سياحي على وشك الوصول، وقال لـ«الهلال اليوم»: «يضم هذا المكان معالم شامخة، من بينهما هذا المتحف العتيق، الذي يقع داخل حدود حصن بابليون، والذي تم تشييده أيام الفرس، وأضاف إليه الإمبراطور الروماني أغسطس، وخلفه تراجان، مزيد من التعديلات.
وأشار إلى دور العالم الفرنسي ماسبيرو، الذي عمل على جمع أعمال الفن القبطي، لافتا إلى أنه تم تخصيص قاعة لها في المتحف المصري، وبعدها طالب مرقص باشا سميكة، في عام 1893أن تنضم مجموعة الآثار القبطية، إلى اهتمامات لجنة حفظ الآثار والفنون.
وأوضح أن المتحف ينقسم إلى 7 أقسام منهم: الأقمشة والمنسوجات، الأحجار، المعادن، الفخار، الزجاج القبطى، العاج والأيقونات، الكتابة القبطية.
صدرية الـ12 رسولا
ويضم قسم المنسوجات القبطية، صدرية عتيقة الطراز يطلق عليها «بدرشيل»، مصنوعة من الأطلس الأحمر، ومشغولة بخيوط من الفضة المزخرفة بأسماء، وصور 12 رسولا.
أكد أحد العاملين بالمتحف أن الصدرية مكتوب عليها اسم كل منهم باللغة العربية، والتاريخ الهجري مسجل إلى جانب التاريخ القبطي.
حارة مارجرجس
وتضم المنطقة حارة مارجرجس، وهي حارة ضيقة، تضم جدرانها رفوفا تحمل كتبا باللغة الإنجليزية، تسجل تاريخ مصر الفرعوني، والقبطي، والإسلامي.
وفي امتداد تلك الحارة، توجد كنيسة أبوسرجة، التي تقع داخل حصن بابليون، بين معبد بن عذرا اليهودي، وكنيسة القديسة بربارة.
وعندما تدخل يقابلك صحن الكنيسة، الذى يغلب عليه الطراز البازيليكي، حيث كل شيء من الخشب البني، وعلى الحوائط صور للأيقونات، ويحمل صحنها 12 عمودا، ترمز لحواريي المسيح عليه السلام .
وتتميز هذه المنطقة بوضع خاص جدا، يختلط فيه التاريخ العريق، مع الحياة العصرية، التي يعيشها الأهالي الذين لم يهجروا المنطقة بعد.
عيد النهضة
ويقول طلعت سمعان، مواطن يسكن في حارة الست بربارة: «نعيش هنا وسط المعالم السياحية العريقة، التي تمنحنا دفء، وأصالة الزمن الجميل.
وتلتقط ماريا، ابنة طلعت طرق الحديث فتقول: «نقيم احتفالات بعيد يطلق عليه النهضة، خلال الفترة من 7 إلى 17 ديسمبر كل عام، تيمنا بذكرى استشهاد القديسة بربارة، التي واجهت الوثنية، وكراهية الرومان للمسيحيين.