كتب- علي عقيلي

على بعد خطوات من مبنى حي شرق مدينة نصر، يقف سوق التبة بالحي الثامن، شاهد عيان على إهمال وعشوائية الإدارة المحلية، كاميرا بوابة "الهلال اليوم" تجولت في السوق الجديد الذي أنفق عليه ما أنفق، وتعهد من تعهد من رؤساء الأحياء المتعاقبين بافتتاحه، وإجبار الباعة الجائلين على النظام واحترام القانون؛ فوجدت محلاته خراب، ينعق فيها البوم، الأبواب مغلقة، والمباني خاوية على عروشها، بعد أن ترك حي شرق مدينة نصر، الباعة الجائلين يبيعون "النمر" التي حصلوا عليها بأضعاف أثمانها، ويعودون تحت غطاء من الفوضى والفساد إلى ما كانوا عليه، يفترشون الطرق، ويغلقون الميادين، ويعطلون إشارات المرور.

منذ خمسة أعوام تم حصر الباعة الجائلين بميدان التبة، وإنشاء سوق منظم، وتم توزيع النمر عليهم بواقع (2000) جنيه للنمرة الواحدة؛ حتى يتمكن الحي من رفع إشغالات الميدان، وتطويره مع مشروع تطوير شارع مصطفى النحاس الحيوي والهام الذي يصل القاهرة الجديدة بقلب مدينة نصر، وكذلك بالطريق الدائري.

التلاعب بـ"النمر"

بوابة "الهلال اليوم" التقت الباعة الجائلين الذين يسيطرون على ميدان التبة، ويكادون يغلقون الميدان والشوارع المؤدية إليه، فلا تكاد تمر سوى عربة واحدة بمنتهى الصعوبة، أكدوا أن الحي تلاعب في عملية الحصر وتوزيع النمر عليهم، فقال أبو إسلام بائع خضروات: "أنا لم أحصل على نمرة رغم استحقاقي الكامل لها، وفي ناس خدت لحد 6 نمر.. ليه وإخواته ومراته وجيرانه، وناس كتير تستحق مخدتش حاجة، وأنا اعرف واحد سباك عمره ما كان في السوق واخد نمرة".

وأشار عبد الله بائع فاكهة إلى أن هناك مجموعة من "البلطجية" تسيطر على معظم الميدان وتقوم بتأجير "الفرشة" بـ(300) جنيه في اليوم الواحد، مشددًا أنه يرجو من رئيس الحي الحصول على نمرة والعمل في إطار القانون.

وأوضحت (ج.م) أنها حاولت الحصول على نمرة، بـ(20000) ألف جنيه، لكن لم أستطع ذلك؛ وقالت "لأن النمر غليت سمعت إنها وصلت (60000) ألف جنيه".

وفي لهجة شديدة الغضب قال محمد بائع خضروات: "أنا مش هسيب مكاني، السوق دا أتبنى على الظلم، في ناس خدت أكتر من نمرة، وناس مش لاقية تاكل رفضوا يدوها، متهمًا المسئول عن توزيع النمر في الحي أنه يمتلك نمرتين في السوق الجديد محددًا مكانهما "على الناصية في الناحية الشمال في بداية السوق".

حملات الإزالة.. شو إعلامي

وصف سكان منطقة ميدان التبة حملات الإزالة التي يقوم بها حي شرق مدينة نصر بـ"الشو الإعلامي"؛ حيث لفت أحمد حسن "موظف" إلى أن رفع الإشغالات يرتبط بالمناسبات فقط، أو من أجل مرور مسئول كبير، وفيما عدا ذلك لا يحرك الحي ساكنًا.

وأضاف منصور السوهاجي "موظف" أنه لا توجد نية حقيقية لعودة هيبة الدولة وتطبيق القانون، موضحًا أن الحي يقوم بحملات شكلية، وهو يعلم تمامًا أنه قبل أن يدير ظهره سوف تعود ريمة لعادتها القديمة، وسوف يعود الأمر إلى ما كان عليه.

تعهدات فنكوشية

ذكرت مصادر مسئولة بحي شرق مدينة نصر رفضت نشر اسمها لـ"الهلال اليوم" كل رئيس حي يأتي يشمر عن ساعديه ويحاول نقل السوق، ويتعهد بإدخال الباعة الجائلين بيت الطاعة، وإخضاعهم للقانون، ثم بعد ذلك يعتاد على الأمر، وتكرار رفع الإشغالات يصبح أمرًا معتادًا، لا يخرج بنفسه، وتخرج الحملة من دونه.

وكشفت المصادر أن تسريب أخبار ومواعيد حملات الإزالة يكون من أقسام الشرطة المكلفة بالتأمين والتعاون مع الأحياء.